ما بين تحضير و تحقير

الكاتبة: نسرين فلمبان

لو تحدّثنا عن الحرّية في اختيار سير حياتنا لوجدناه حقا من حقوقنا, أمّا أن نأخذ شيئا ليس لنا حق فيه فهو تعدّي على حقوق الغير.  ظاهرة التوقيع نيابة عن الغائبين  في المحاضرات الجامعية أو التدريب بالمستشفى تكاد أن تصبح (عادة) , تجد القاعة نصفها غائب, ونصفها الآخر يحضّر الغائبين, وليتنا أُولي ألباب نفقه ونعي أن من أخلاقيات الطبيب المسلم تقتضي (صدقه وإخلاصه وتفانيه).

بالسنة الأولى من الكلية أذكر أننا درسنا مادة أخلاقيات المهنة, ولكننا للأسف حملنا هذه المادة على ظهورنا (كالحمار يحمل أسفارا) .  لا ندّعي الكمال, ولكن من يحاول التخلق بأخلاق المسلم سيجد نفسه قد تعوّد على الطهر والصدق تمسكا بمبادئ وأساسيات على البشرية أن تسير عليها, وعندما يرى فئة (المحضّرين) سيجد كم من الحقارة ما يفعلون.

يتساءل البعض (لما المحاسبة ونحن عاقلون بما فيه الكفاية؟؟) ولو جئنا بالمنطق فكلامهم صحيح, إذ أننا وصلنا لمرحلة من النضج نعرف ما هي أولوياتنا وكيف نصرّف وقتنا, لكنهم نسوا أنهم دخلوا هذه الكلية بإرادتهم, ولم تأخذ منهم الجامعة مصاريف على عدد ساعات الدراسة, وغيرهم من الطلاب في الجامعات الغير حكومية يدفعون المال من أجل هذه المحاضرات, نسوا شعورهم كيف هم في المنزل حينما تأمرهم والدتهم القيام بأعمال المنزل وأنه لا يوجد تساوي في توزيع العمل بين الأخوة , فالذي يعمل لا يستوي بمن لا يعمل, نسوا أن بعملهم هذا لن يأتمنهم المرضى ولو بعد حين.

عندما أرى أغلب زميلاتي قد اعتدن على هذه الظاهرة أشعر بالحسرة فكيف لمن أراهم قدوة لي أن ينزلوا لهذا المستوى!!
متى سنستيقظ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حقيقي , أنا عن نفسي أتطلب مني وطبعا رفضت , بعدين الدكاترة نفسهم لا يكترثوا
    الظاهرة شائعة للغاية بس لو يعرفوا البنات انهم الخاسر الأكبر من ده الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى