د.قاري: تطعيم ضد السرطان!!

مجلة نبض (التثقيف الصحي– بيان الميمني) :

هل التطعيم ضد فيروس HPV   يمنع حدوث سرطان عنق الرحم ؟؟!!

هذا ما سيحدثنا عنه الدكتور الفاضل : عبد الرحيم قاري
استشاري النساء والولادة والأورام النسائية
مستشفى الملك فيصل التخصصي و مركز الأبحاث بجــدة.

يعتبر سرطان عنق الرحم من الأورام التي يمكن منعها وتشخيصها مبكرا بإذن الله ، حيث تسبق التغيرات السرطانية مرحلة الخلايا القبل سرطانية  ( Pre-invasive)   وهي مرحلة تمتد لفترة طويلة قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر . ويمكن تشخيص التغيرات القبل سرطانية بسهولة وذلك بالفحص الدوري النسائي مع أخذ مسحة من عنق الرحم سنوياً ، حيث ينصح بعمل الفحص الدوري و مسحة عنق الرحم سنوياً بعد الزواج وبداية المعاشرة الجنسية بثلاث سنوات كحد أقصى وبعد سن الثلاثين يمكن المباعدة بين المسحات ( كل سنتين أو ثلاث سنوات ) إذا لم يشخص أي تغيرات في الخلايا خلال السنوات الأولى ، ويمكن التوقف عن عمل المسحة بعد سن السبعين .

وهناك عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم ومنها :

  • فيروس HPV
  • التدخين
  • الأمراض التناسلية عموماً (وهي بطريقة غير مباشرة تزيد من احتمال الإصابة بفيروس HPV ).
  • نقص المناعة ( مرض نقص المناعة المكتسب أو أدوية تخفيض المناعة المستخدمة بعد زراعة الأعضاء)

ويعتبر فيروس HPV من أهم العوامل المسببة للتغيرات السرطانية والقبل سرطانية لعنق الرحم حيث أكدت الدراسات أن أكثر من90% من هذه الإصابات السرطانية متعلقة بهذا الفيروس .

العدوى بفيروس HPV  من الأمراض الشائعة في المجتمعات الغربية والتي تنتقل بالاتصال الجنسي حيث تصل نسبة الإصابة بالفيروس إلى 70% قي سن السيدات متوسطي العمر . وهناك عدة فصائل من فيروسHPV  تصل إلى المائة فصيلة ولكن ليست كلها مسرطنة بل أن بعضها يصيب الإنسان لفترة انتقالية وتختفي تماما, وترجح الدراسات أن حوالي 60-70% من العدوى يمكن أن تختفي بدون علاج خلال سنتين إذا كان الجهاز المناعي سليما لدى المصابة بالفيروس .

وبالرغم من أن الفيروس يصيب الذكر والأنثى إلى أنه غالباً ما يكون خفياً لدى الذكور ولا يظهر عليهم أي أعراض وأحياناً تظهر بعض الثواليل فقط في الأعضاء التناسلية . وعند الإناث فإن الإصابة قد تكون بدون أعراض ولكن الفيروس قد يتسبب في تكوين الثواليل التناسلية أو يؤدي إلى التغيرات القبل سرطانية ومن ثم إلى سرطان عنق الرحم إذا لم يشخص في المراحل الأولى ومن الصعب تحديد الفترة التي تمت فيها العدوى حتى ظهور الأعراض لأنها قد تستغرق 4 أسابيع إلى عدة سنوات . كما أن استخدام العازل لا يحمي تماماً من انتقال العدوى كما هو الحال في مرض نقص المناعة المكتسب أو غيره من الأمراض التناسلية .

والآن أصبح من الممكن التطعيم ضد فيروس HPV   وهو يعتبر من الانجازات المبهرة في مجال الأورام والأورام النسائية تحديدا , حيث أنه يمكن اعتباره تطعيم للتقليل أو منع الإصابة بسرطان عنق الرحم .

وقد أعترف به الـ FDA   أو منظمة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة وهو جزء من التطعيمات الدورية في الولايات المتحدة وكندا . ويعطى التطعيم للإناث من سن التاسعة وحتى السادسة والعشرون وهو على مراحل حيث يتكون من ثلاث جرعات تعطى الجرعة الثانية بعد شهرين من الأولى والثالثة بعد ستة أشهر (6،2،0)أشهر .

وهناك نوعين من ا للقاحات؛ الأول يؤدي الى التحصين ضد فصيلتين من الفيروس (16،18) بينما يؤدي اللقاح الثاني إلى مناعة ضد أربعة فصائل من الفيروس وهي (18،16،11،6) وتعد الفصيلتين (18،16) من أكثر الفصائل المسرطنة لعنق الرحم والمهبل والأعضاء الخارجية  . بينما تؤدي الفصيلة 11،6 إلى الإصابة بالثواليل التناسلية .

وأوضحت الدراسات على هذا التطعيم أنه عالي الفاعلية في تزويد مناعة ضد الأربعة فصائل المذكورة من فيروس HPV تصل إلى  99%-100% .

 ومن الأسئلة المتكررة عن هذا اللقاح :

1)     هل يمكن إعطاء لتطعيم للمصابين بالفيروس وقد بدأت لديهم التغيرات القبل سرطانية ؟

نعم حيث يمنح التطعيم مناعة ضد الأربعة فصائل من الفيروس ومن النادر أن تصاب المريضة بأكثر من فصيلة واحدة في نفس الوقت ولذلك فإن التطعيم سيفيد المريضة بإعطائها مناعة من الإصابة بالفصائل الأخرى . كما أن التطعيم سيفيد المريضة إذا تم علاج التغيرات القبل سرطانية بحيث يمنع الإصابة بالفيروس مرة ثانية . ولكن يجب التأكيد على أن التطعيم هو ليس علاجاً للمرضى المصابات بالفيروس ولا يسرع في الشفاء منه.

2)    هل يمكن إعطاء التطعيم للسيدات بعد سن 26 ؟

  • هناك بعض المنفعة من اللقاح ولكن دلت الدراسات أن مستوى المضادات المتكونة ضد الفيروس هي أقل مقارنة بالسيدات قبل السن 26 ولذلك لا ينصح به الآن حسب المعلومات المتوفرة .

3)    هل يمكن إعطائه للذكور ؟

ينصح إعطاء التطعيم للإناث فقط والمعلومات غير كافية حالياً ولكن هناك دراسات حول مفعول اللقاح على الذكور .

4)    هل يمكن التطعيم خلال فترة الحمل والرضاعة ؟

  • لا ينصح بالتطعيم خلال فترة الحمل ولكن يمكن التطعيم خلال فترة الرضاعة .

5)    ما هي الأعراض الجانبية من التطعيم ؟

  • الأعراض الجانبية من اللقاح نادرة وغير خطيرة وتتمثل في موضع التطعيم (ألم ، احمرار جلدي ) ومن الأعراض الجانبية الأخرى (صداع ، الإعياء والتعب ، وأعراض بسيطة في الجهاز الهضمي).

6)    هل يغني التطعيم عن المسحة السنوية لعنق الرحم للتشخيص المبكر للسرطان ؟

لا يغني التطعيم عن المسحة السنوية لأن التطعيم لا يوفر حماية ضد باقي فصائل الفيروس HPV بل هو ضد الأربعة فصائل الشائعة فقط  [ 18،16،11،6].

7)     هل يحتاج اللقاح إلى جرعة منشطة ؟

المعلومات المتوفرة حالياً تفيد بأن التحصين ضد الفيروس هو لمدة 5 سنوات ونصف ولكن المفعول يستمر لعدة سنوات بعد ذلك ولكن حتى الان لم يحدد ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة منشطة أو لا .

وعموماً فإن التطعيم وكما ذكرت فهو من الإنجازات المهمة في مجال الطب ولا سيما الأورام النسائية حيث أثبتت فاعلية كبرى في الحماية من الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم تصل إلى 100% .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى