خطوات في طريق الإبداع

الكاتب : مصطفى مقلية

يقال بأن نسبة المبدعين والعباقرة لا تتجاوز 5% من أي مجتمع . وهؤلاء المبدعون والعباقرة سواء في الموسيقى أو الرسم أو القدرات القيادية وغيرها كانت تجمع بينهم مواصفات خاصة. ولم أجد أجمل من كتاب ( العبقرية والإبداع والقيادة ) من تأليف دين كيث سيمنتون في جمع الخصائص المشتركة بين المبدعين والعباقرة من خلال عرض نتائج الأبحاث التي قام بها علماء النفس في هذا المجال . وسوف أستعرض في هذا المقال شيئاً من هذه الصفات والوسائل التي تساعد على الوصول إلى مصاف العباقرة والمبدعين .

مجالسة العباقرة والمبدعين والاحتكاك بهم والتعلم منهم :
فكما يقول الكاتب ( وثبت أن ما يزيد على نصف الحائزين على جائزة نوبل في العلم قد تعلموا على أيدي من سبق لهم الحصول على هذه الجائزة . وتوحي هذه الحقائق بأن وجود من يقتدى بهم في الإبداع قد يكون أمرا جوهريا بالنسبة لتطور العبقرية العلمية . إن الإعجاب هو قوة دافعة شديدة في التطور الشخصي ) .

إن من يجالس العباقرة والمبدعين يستفيد من علمهم وخبراتهم وكيفية تغلبهم على الصعوبات في طريقهم والاستفادة من الدروس التي واجهتهم . كما أنها تعطي المثال والقدوة لكل الطامحين للسير على خطاهم والإبداع في مجالهم, ومعاصرتهم توحي إلى الإنسان بأن الوصول إلى ما وصلوا إليه أمر ممكن . كما أنه يحفز النفوس ويشعل الآمال ويعين على التمسك بالطريق والتشبث به رغم وعورته . فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا هم اشد الناس إيمانا به وتصديقا له وأكثر الناس ملازمة لطريق وهدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنهم كانوا يكثرون مجالسته .

وبالنسبة للطب فإنه لا يوجد أنفع لمن يريد تخصصا معينا من مصاحبة من هم في نقس التخصص وسؤالهم عن كيفية القبول ومميزات التخصص وسلبياته وما إلى ذلك . فالذي يريد أن يصبح جراحا يجالس الجراحين ، ومن يريد أن يصبح طبيب أطفال يجالس أطباء الأطفال وغير ذلك . ونفس الأمر ينطبق على وجهة الدراسة ، فمن يريد أن يدرس في كندا فليسأل الدارسين هناك ، ومن يريد الدراسة في ألمانيا فليجالس الدارسين هناك لكي يعرف ما هي الخطوات والشروط المطلوبة للقبول في تلك الأماكن وما إيجابيات وسلبيات كل منها .

ونفس الأمر ينطبق على التجارة والصناعة وحتى الحرف اليدوية ، فمن يريد أن ينبغ في مجال معين فليجالس من نبغوا في نفس مجاله ابتغاء النصح والإرشاد والاقتداء .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى