تجربتي مع الأصبع السادس

الكاتبة: حياة الجطيلي

كلمة الأصبع السادس هي كلمة أطلقها عمي عبدالعزيز على قلمه أذكر أنها شدت انتباهي .. لأن قلمك جزء منك أيا كان هذا القلم اعتقد ان الكتابة مثل النقش تنقش اهتمامك ،تفكيرك ،أي ضجيج داخلك أو حتى صراع يشطرك نصفين..

الكتابة هي عبث بالكلمات حيث يشع إحساسك الداخلي وجزء كبير منك بين السطور ينبض وينبض بنبض متزامن مع دقات قلبك لأن ما في الورق انعكاس لأصدق ما فيك ولربما لا يجد احدهم نفسه إلا في مواجهته مع تلك الالياف البيضاء المجتمعة المسماة ورقة ..

 

الكتابة هي تخليد ومعنى أنها تخليد في داخلي هو الذي منعني لفترة ما من الكتابة وبالذات عن كتابة خواطري ومذكراتي في منتصف دراستي الجامعية كنت اشعر اني سأتذكر تفاصيل دمعتي ان كتبت عن لحظتها رغم يقيني ان الألم هو منبع إحساس صادق بل أنه وليد للإبداع مع ذلك لم أترك الكتابة ولكنها اصبحت اقل من قبل لأني تجاهلت الحيرة والشعور بلا شئ والملل وكل شعور آخر ولم أرد ان اكتب إلا عن الفرح ! يا لهذا القرار المُغامرالعنيد..

رغم قلمي المتواضع اشعر اني  اكتب هذيان أو عصارة تجربه او تفاصيل موقف يريحني ان اتنفسه بنقشه! ثم إعادة قراءته لابد ان يظهر جانب من فكرتك على الورق  لم يخطر على بالك اصلاً عندما كانت تحلق الفكرة في رأسك.. تختلف تلك المشاعر التي ننثرها فعندما تخذلني نفسي وهذا اقسى شعور بالنسبة لي اواجهه على الورق مع أني أرى الورق احيانا يشاركني في تلك الملحمة التي تدور بيني وبين ذاتي مرات يقف إلى صفي ومرات أخرى يقف في صفها ويرجوني أن أعطيها فرصة اخرى..

لا املك طقساً خاصاً لكتابتي ولا ميزة ولا قلم ولكني اعشق دفاتري الدراسية التي تحمل بين صفحاتها عبارة بين ورقة وارى هذه الطريقة وجدت نفسي امارسها فحاجتك لبعض الاوكسجين القلمي لا يقيدها ظرفك  كصوت استاذك او شدة بكائك أو حتى جفاف قلمك ،،إذن الكتابة احتياج وجداني تعلمت ذلك!
ومع مرور الأيام وجدت ان تلك الجمل المتناثرة في صفحاتي هي ذلك  المعنى الذي يلمع في عيني وتزيد قناعتي به يوماً بعد يوم.. حواراتي صارت بديلاً ساعد في كسل قلمي ،اعشق اي حوار يجعلني اتعلم من الاخرين وارتقي بنفسي ،أو  أن أغير رأيي في مرحلة ما في علاقة طردية مع معرفتي ولكن كل هذا لا يوازي امتلاء دفتر مذكراتي! شعور من الطمأنينة وابتسامة تغلبني كلما كتبت! وشعور من الحنين بل والثقة في إيماني والمخاض الذي واجه قناعاتي كلما قرأت كتاباتي القديمة جداً من المرحلة المتوسطة،كيف احرم نفسي وأقنن هذه المتعه التي تنتمي لي
تباً للطب 
تباً للكسل 
اتمنى ان اكتب اكثر وأكثر
شكرا لاستماعكم لحديث نفسي و يا له من حديث !

 همسة لك: عبّر عن ذاتك قدر ما تستطيع ومارس الصدق معها قبل الصدق مع الآخرين ومن العوامل المساعدة لهذا الحوار الشفهي أو الكتابي معك ومعك فقط..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى