كيف السبيل الى الكلاحة دُلّني ؟

الكاتب : نايف العتيبي

الكِلح : انسان طبيعي جداً الّا أن وجهه مغسول بمرق ( سمنة أصلية ) , يحصل على مايريد في أيّ وقت يريد , وببرودة أعصاب جهنميّة يشعرك أنه لم يعمل شيئاً سوى أنه تجاوز حدود فهمك للتعامل الأخلاقي الطبيعي وأنك أبعد من ( زناوته ) لكي تفهمها , لتنتهي بعد التمحيص والتفحيص أنك تشكك بنفسك وترحمه وتقول أنا الغلطان , تأثير عجيب أليس كذلك !! .

الكلاحة أمر واقعي وشأن لا بد من مناقشته , حتى وان كان الموضوع عند أهل ( كبّر دماغك ) لا يستحق الخوض فيه , إلّا أنني أجد نفسي لا أستطيع التغاضي عن هذه الكلاحة بأي شكل من الأشكال , نتائجها فعّالة جداً, تُؤتي ثمار كلاحتك مهارتك فيها وطرقك المختلفة للتسليك المُحترف الذي لا يقبل الّا هدفه المنشود أيّا كان, دَرجات في مواده , مرتبة في وظيفته  , تمرّس في تجاوزاته .

في بحثي في عالم الكلاحة الذي أجريته على نفسي بأن أكون كلحاً بعض الوقت, وأن أتجاوز الاطار الشخصي الذي بتّ عالقاً فيه طوال سنوات دراستي, وجدت واستنتجت الآتي :

– الكلاحة قد تكون صفةَ مكتسبة جديدة لحضرتك , مليئة بالفائدة التي ترجوها منها مثلاً “اخترتُ أن آخذ ماستحقيت بهذه الطريقة, فصرت زنّاناً مناناً, لا أنفكُ عن النشب لكل شخص يقف ما أريده ضمن صلاحياته ومسؤولياته” وجدتُ الأمر ممتعاً للأمانة فالطريق مفروش بالإبتسامة ” رغم أنني أعلم أنها صفراء حسب شخصيتي السابقة ” الّا أنني وبحسب كلاحتي , تخيّلتها ابتسامة امتنان وشعور لا يوصف أن خدمتي تمّت على أكمل وجه من ” اقلب وجهك ” مساوئ الكلاحة كصفة مكتسبة أنها لا تدوم طويلاً لسرعة اكتشافها ممن حولك خصوصاً القريبون منك, أضف الى ذلك الشعور بالحنين لأصلك الفطري الأوّل الذي يعتمد الصعوبات لتدفعه الى الأمام.

– الكلاحة كموهبة أو موروث عائلي يجري منكَ مجرى الدم هذا الصنف هوَ أطهر الكلاحة وأنقاها على الإطلاق, لنأتي من جانب دراستنا في كليّاتنا الطبيّة تجد في كل دفعة أقليّة تميل الى الجري خلف الأطباء كحليف متهاون باطنياً, وظاهرياً يعمل على حرصه وشروحاته المختلفة أن ما يقوم بهِ انما هوَ من أجلنا جميعاً دفعته المباركة المصونة , بسعي حثيث الى رفع جودة التعليم والاستفادة من التسهيلات … الخ , ( من خرابيط ) ليصل بذلك الى العبارة التي لطالما سمعتها حتى خرقت أذنيّ ( شبكّه تمشي ), لا أدري ربما أنا أفهم بشكل خاطئ توسعة الدائرة المعرفية باجتهاد يستحق الوقوف والتصفيق والاعجاب من الجميع دفعةَ وأطباء, سيماهم في وجوههم وان كانت من أصعب الأحكام عليهم ولكنّ من تراه بعيداً غريباً عن زملائه, سعيداً قريباً من أطبائه وقت زَنقته فلك ان تحكم من امتلك الحبّ بالأحقيّة, ومن امتلك القرُب بالكلاحة.

لذلك أنصحكم وايّاي بتقوى اخلاقكم, ان من يكلح لن يفلح حتى ولو اخذَ مايريد الآن فالمستقبل لن ينصفه, إخواني وأخواتي أصحاب تلك الصفة المقيتة, أهم شيء تستطيع تحقيقه هوَ حُبّ من حولك من أصدقاء وصديقات, خروجك لمصلحتك على ظهر غيرك, هوَ سبب للثورة يوماً عليك, وتلاقي أمراً لم يكن بحسبان كلاحتك.

خاتمة كّلاحية :

إن اعجبكم ما كتبت, لايـك, صَدقة مابقي من كَلاحة.

مقالات ذات صلة

‫21 تعليقات

  1. هههههه أبدعت جدا هذه المرة
    أعرف من دفعتنا طالبات “كِلحات”.. لا يمكن أن تتصور إلى أي مدى يعانين من كرهـ بقية الطالبات D:

  2. /
    hekayat
    وهكذا هو الحّال بـ الطرف الآخر
    ربما أقل , ولكن جودة الكلاحة
    تبقى هيَ الفارق ..
    شكراً لردّك وحضورك = )

  3. مدري ليش وانا اقرا .. حاط في بالي واحد من الشباب … استغفر الله بس
    بس هذاكــ عندهـ كلاحة ببراءة وصدق .. ^_^
    ــــــــــــــــــــــــــ
    لاجديد .. وكالعادة .. رائع يانايف .
    بانتظار جديدكـــ دوماً

  4. /
    ياسر الشمراني
    هلا بك والله ..
    يالله طيّب , براءة وصدق
    افضل من لف ودوران = )
    بروعتك ياسر , شرفتني ..
    شكـراً جزيلاً = )

  5. اعتقد انه هذا نوع من اساءة الظن بالاخرين , اللي بتتكلمو عن طلبات او طلاب انا ما انكر انها صفه سيئه ,

  6. /
    صمت
    ربّما , ولكنّه تحوّل من الظن
    الى واقع حيّ عيَان ..
    أهلاً بك, شكراً لردّك وحضورك ..
    = )

  7. كفيت ووفيت في الكلاحه ، الفئه هذه من الناس عندها قدرت تحمل رهيبه
    شكرًا لك

  8. قد اختلف معك يا صديقي ..
    قد تكون مشروعة إذا كانت نوع من تقديم نفسك لمن أمامك، لا أعتقد أنك تختلف معي في أنك تحتاج أن يعرفك الدكتور حتى يستطيع تقييمك بشكل عادل، أو مساعدتك في المستقبل، وأقصد هنا المساعدات المشروعة ككتابة توصية أو مساعدة في القبول في مكان ما بتزكية منه،
    وأقول للأسف هكذا المجتمع المهني، الطبي على الأقل، في كل بلاد العالم
    إذ أنه من الضروري أن يكون لديك خطابات تزكية، ومن المفيد أن يكون العاملون في ذلك المجال يعرفونك بخير حتى يكون لك مكان عندهم
    قد لا يكون كلامي ما قصدته أنت في مقالك، لكن يكثر الخلط بينهما
    شكراً

  9. /
    صَديقي ..
    أتفق معك أنه ينبغي أن تثبت فعاليتك
    اتجاه عملك وبالتالي توفير ماذكرت من
    توصيات , ولكن كما قلت يعرفونك بخير
    وليس أن تكون قريباً من طبيب , وبعيداً
    عن طاقم العمل , حيث أن أخلاقيات الشخص
    في بعض الأحيان تكون واضحة جداً للحكم
    على مقاصده بالأمور , وحيث أن من شروط
    القبول الإتيان بهذه التوصيات , فأعتقد أنك
    حين تبذل جهدك , مع ماذكرت من الخروج للواجهة
    ولكن بطرق تعتمد بعد الله على جهدك وتعبك ..
    فلك كل الأهلية والإستحقاق وسأهنئك عى ذلـك ..
    ماتحدثت عنه هنا يختلف قليلاً , من ناحية
    تقديم المصلحة الفردية , حين تكون الجماعية أولى
    بذلك, أسعدتني بردّك , وفقـك الباري = )

  10. يا لبى صديقي الكلح ^_^
    وقد قلت لك اكلح تفلح ..
    لا جديد مقال رائع كما عودتنا دوما ..

  11. /
    محمد صدّيق
    الاجمل وجودك ، وتشريفك
    شكراً جزيلاً ، وفقـك المولى = )
    /
    سعود المسلماني
    لباك ي صديقي ..
    يسعدك ربّي ويوفقك ..
    شرفتني بوجودك ، دمت = )

  12. بصراحة موضعك اكثر من رائع و يمس حياتنا بكترة وياريت اقدر اقرىء ما هو ممكن لقريحتك ان تنتج عن مواضيع اخرى ومن ضمنها الواسطة نحتاج الى قلم جريء مثل قلمك و تمنياتي لك بالتوفيق

  13. /
    بشاير بخاري
    الروعة بتشجيعكم ، وحضوركم
    بإذن الله ، سعيدٌ بهذا النيل ..
    شكراً جزيلاً = )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى