اصنع بيئتك الخاصة

الكاتب: متعب العتيبي

الإنسان هو ابن بيئته لا يستطيع أن ينفك تماماً عنها سلباً وايجاباً، وهو لايستطيع أن يغيرها بكل ما فيها من تفاصيل وشخصيات ذات أمزجة متعددة، والمشكلة تكمن في أن الكثير من الأجواء مليئة بالمثبطين الذين يتسلون بالتقليل من شأن الآخرين أو الامبالين، على الأقل، الذين يعتبرون ما يمتلكه  الشباب من طموح وما يحلمون به من انجاز ليس سوى نزوة عابرة تزول مع الوقت، وبالتالي يجد الشاب الطموح صعوبات في التعبير عن إبداعه وأحلامه المشروعة بل ويصعب عليه احياناً، الاستمرار في ممارسته لذاته ولأفكاره.

لذا لا نستغرب إذا وجدنا فرقاً كبيراً في كلية الطب مثلاً، بين درجة حماس وتألق طلاب السنة الأولى وبين طلاب السنة السادسة!، ستجد عينات من الأطباء الشباب قد تنازلوا عن أحلامهم وكفوا عن التفكير بإبداع واصبحوا جزءاً من التيار العادي!. أنا هنا لا أبالغ إذا قلت أن بعض الشباب/ الشابات قد فقدوا ذواتهم واصبحوا يعيشون ذوات غيرهم أو الذوات التي يريدها غيرهم!.

 ذات يوم سألت أحد الطلاب الأذكياء: هل تستطيع أن تقف أمام زملائك وتقول: أنا أحلم أن أكون كذا؟ فقال: طبعاً لا. لماذا؟، لأنهم سيسخرون مني!. هذا هو أساس الإشكال، المجتمع الذي يسخر من مجرد التعبير عن الحلم المشروع كيف سيدعم صاحب هذا الحلم؟، والحياة مغامرة جريئة أو لا شيء، كما ترى المبدعة هيلين كلر، والمغامرة تبدأ بحلم يستحق الملاحقة مهما بلغت التكاليف.

 لذا لايجب أن نجلد انفسنا أو الواقع بل ان نتصرف بشيء من المقاومة، وهو ما يمكن ان نسمية صناعة البيئة الخاصة كوسيلة للتكيف الإيجابي، عوضاً عن التكيف السلبي، الذي يعني مسايرة الآخرين حتى لو أخطأوا!.

أولاً أن تكون لديك قناعة بأن الله تعالى قد ميزك بخصائص عن غيرك وأن ثقتك بالله تعالى ثم بنفسك هي مصدر طاقتك الرئيسي وهو تعالى معينك وملجأك في الصعاب.

ثانياً، أن تكون لديك قناعة بأن نظرة الناس تجاه أحلامك و طموحاتك ليست سوى وجهات نظر تستفيد منها في التحسين من حياتك وليس للحكم النهائي عليها.

ثالثاً، أن تبحث عن الأشخاص الذين يشابهونك في امتلاك حلم وأهداف، ورغبة جادة في صناعة مستقبلهم في الطب حتى لو اختلفت التفاصيل والفروع،  قد يكون ذلك الشخص أو الأشخاص في كليتك أو كليات أخرى حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم العمل على تقوية هذه الروابط. هنا يصبح لديك مكان تلجأ إليه كلما غمرتك الأحداث باليأس أو قابلت من يقلل من شأنك.

رابعاً، مارس أفكارك وعبر عن أحلامك ومشاريعك الشخصية عبر مدونة أو صفحات التواصل الاجتماعي  حتى لاتبتعد عنها مع الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى