# هاشتاق

الكاتبة: منال العتيبي

في ربيع الثقافات وحرية الرأي ,تعددت الطرق لإيصال أصواتنا لأي وجهة قصدنا . وإنه لأمر إيجابي ,يدفع بنا إلى فنون الحوار وتبادل الثقافات والاستزادة من شتى أنواع المعارف وتغيير كثير من المفاهيم التي قبعت مع الزمن في عقولنا الباطنة .. وفي الحديث عن السلبيات إسترسال .

على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” , الذي اكتشف حديثاً في مجتمعاتنا العربية وتدافع عليه الصغار قبل الكبار ليتابعوا الأخبار العالمية والمحلية بسرعة فائقة ليس فيها اختلاف .

إحدى المزايا فيه أصبح كبار الشخصيات والVIP متواجدين بيننا نتابع أخبارهم ، نسألهم ، وفي أحيان كثيرة نتجادل معهم ونصيد زلاتهم بناء على فكر كتبوه فاستغربناه وسخرنا منه فهاجمناه ثم هشتقناه ..!!

ولم يقتصر الأمر على الكبار فقط .. فإن أردت أن تكون مشهورا وأنت الشخص البسيط بمتابعين قليل ..!! كل ماعليك هو أن تكتب عن العقائد فتذم عقيدة طائفة ما ، وتكفر أخرى ، وتجعل من العادات فرضا وواجبا و إن خفت المساس بالأمور الدينية فتعاقب من الخالق قبل الخلق فعليك بالاجتماعية فهي الأقرب سبيلاً.

كل ماعليك فعله اختر موضوعا حساسا يثير الجدل ويجعل الشعب في حالة من الاندفاع والانزعاج .. تحدث عن المرأة السعودية حقوقها وواجباتها .. نعم فلقد باتت حديث من لا حديث له يحرمون ويحللون لها ما يريديون بظاهر الدين وباطن العادات والتقاليد .. مالذي ينقصك عنهم ؟!فأنت منهم بطبيعة الحال.. تحدث فستجد إقبالا كثيرا مابين مدافع ومخاصم وأنت المستفيد وهي الضحية .

أو عُد بمخيلتك إلى ماقبل الإسلام إلى عصور الجاهلية الأولى . وتحدث باسم العصبية القبلية وقسم الناس إلى نجدي وشمالي وحجازي وجنوبي .. ومن لايمت لك ولذويك بصلة فعليك به ودع دينك جانبا فأنت الآن تبحث عن الشهرة باسم حرية الرأي !!

وبما أننا في زمن الثورات السياسية والمجازر الدولية .. وأنت في بيتك وبيدك جهازك والتلفاز أمامك .. فشاهد واكتب ..!! نعم فالموضوع لا ينقصه غير قلمك الحر ليسيء للشعوب المنكوبة ويضيف آراء هي أقرب للبذاءة وقلة العقل والحكمة فأناس يقتلون وآخرون يتسألون لماذا يقتلون لابد بأنهم مسيئون ؟!! ومازال الهدف الشهرة !!

اللهم انصر المسلمين في كل مكان , أقل واجب عليك إنكار مايفعله الطغاة في نفسك والجهاد لهم بالدعاء والتبرع لا التطاول والتساؤل بحكم أنك حر ورأيك جداً مهم .

ننام كل ليلة لنصبح ونرى أقلاما تتخبط وعقولا تتجن .. وكبار يكتبون مالا يكتبه الصغار .. ونصيبهم من هذا كله هاشتاق يعرفنا بالحريات والأفكار .. وللسخرية في الموضوع مجال ويزيد الموضوع استكمال أن أخبار كهذه لاتلبث إلا أن تصبح حديث المجالس والجرائد والأخبار وقتها يتدخل من يتدخل وماكان للسخرية يصبح قضية في أغلب الأحيان .

أفعالا كهذه ليست ظريفة على الإطلاق !! علينا أن نتصدى لها بالاستخدام الجيد للشبكات الاجتماعية . بمعرفة حدودنا الدينية والاجتماعية والأخلاقية . كن حرا في نفسك رجاء لا تجعل من معتقدات البشر وأصولهم وأعرافهم مجالا للجدل بالتدخل فيما لايعنيك . أنت لست وكيل آدم على ذريته , لست ملكا منزل أو نبيا مرسل .. فختام الأنبياء حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن . اجعل من سيرته العطرة مثالا تحتذى به .. ثقف نفسك في دين الله حتى إن أردت الحديث تتحدث بماهو حِّلٌ لك ..وإن كنت على الصواب فجادل بالموضوع أهله هو خير لك ولهم..لاتجعل من نفسك أضحوكة بدوافع لحظية مبهمة فأنت في وسط لايبقي ولايذر إن كنت مخطئ قابلوا خطاءك بخطأ أعجب منه ليكون نصيبك أيها المسكين السخرية والاستهزاء . فأبقى بحريتك المزعومة في الجانب المضيء ولاتكلف نفسك وتكلفنا غير وسعنا.

ففي القتلى لأجيال حياة *** وفي الأسرى فدى لهم وعتق
وللـحرية الــحمراء بــاب *** كــل يــد مـضرجةٍ يــدق
جزاكم ذو الجلال بني دمشق *** وعز الشرق أوله دمشق

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. الشبكات الاجتماعية قائمة على مبدأ الرقابة الذاتية , فلا أحد يملي عليك ماتكتب , ولا قيود تحدك غير تربيتك و أخلاقك ولذلك نرى فيها هذا التطاول العجيب من قبل البعض .
    مقال و طرح أكثر من رائع .

  2. و اتخذوا حرية الرأي ذريعة للهمز و اللمز و التكفير و إلقاء التهم و الأنكى من ذلك “للتحدث باسم الدين”
    و هي في الحقيقة قد عرّت تفكيرهم التعصبيّ ضد المخالفين, فبقدر ما كانت الحرية في هكذا مواقع متنفسًا و خيارًا أرحب من الإعلام القديم ، إلا أن لتلك الحريّة حدود ..
    كتبتِ فأجدتِ كعادتكِ ..^^

  3. اعترف اني صدمت بتحجر عقليات الكثير من مجتمعي
    مهما اختلفت مراكزهم مناصبهم وظائفهم وشهاداتهم
    الأغلب يحمل ذات الفكرة وذات الصورة والتي حفرت
    داخل تلك الصخور المتوسطة داخل اجسادهم
    الموضوع الشاغل المرأة
    وكأنها دخيل جديد في عالمهم فلا هم يعرفون التعامل معها
    يكفيني سيدي وسيدكم عليه الصلاة والسلام عندما قال
    ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم
    اقرؤا سيرة نبيكم تفقهوا ثم آتوا ما عندكم من استشارات
    منال وكأن مقالك الشعله التي أوقدت فتيل غضب كان متأزما بداخلي

  4. منال .. أصادقك في كل حرف كتبتيه في هذا المقال ..
    لقد أثرت الشجووووون ..
    شكرا كثيرا لك .. و لفكرك

  5. واستخدم البعض الـ هاشتاق .. كأداة أو وسيلة لجلب أكبر عدد ممكن من المتابعين
    فإما بسخرية بعَلَم من أعلام الدين والثقافة
    أو بالأفكار الشاطحة جدًا ليكثرة حوله الهرج والمرج
    ويكسب عدد لا بأس بن من المتابع
    أبدعت


  6. فعلاً ، دُهشت بالكثير من المغردين
    ينتظرون افتتاح هاشتاق ديني ثقافي سياسي اقتصادي او اياً كان
    حتى يصولوا و يجولوا بالكلام هناك
    ليتهم يتحدثون لمجرد ابداء الرأي
    بل و كأنهم متخصصين في ذلك
    في حين البعض الاخر يتخذونها لزيادة عدد التغريدات و الفلورز
    شكراً لحرفكِ الجميل و اسلوبك الاروع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى