ماهي الدهون البنية وما دورها في محاربة السمنة ؟

مجلة نبض – بي بي سي :
اكتشف علماء أن هذه الدهون تنتج مقدارا كبيرا من الحرارة عبر إحراق السعرات الحرارية.ومن ثم تقوم الدهون البنية بتقليل الوزن، على عكس الدهون البيضاء.وربما هذا السبب وراء اللهفة من أجل الوصول إلى المزيد من المعلومات عن الأنسجة الدهنية البنية، التي تُعرف بـ”الدهون البنية”، وكيف يمكن للبشر الاستفادة منها.عند الميلاد يكون لدى الطفل الرضيع الكثير من الأنسجة الدهنية البنية التي تساعد على إبقاء جسمه دافئا وتساعده على التكيف مع الجو خارج رحم الأم.وعندما يكبر، يقل مقدار الدهون البنية.ويستخدم باحثون في جامعة نوتنغهام تقنية تبحث عن الحرارة للتعرف على ما إذا كانت الدهون البنية لا زالت موجودة في الأطفال والبالغين.

في الرقبة

يقول الاستاذ مايكل سيموندز والدكتورة هيلين بادج من كلية العلوم السريرية بجامعة نوتنغهام البريطانية إن بحثهم المنشور بمجلة طب الأطفال يظهر أن منطقة الرقبة في الأطفال الصحيين تنتج حرارة.ويقول سيموندز: “يوجد نحو 50 غراما فقط من الدهون البنية بمنطقة الرقبة وهي تنتج حرارة على مدار اليوم عند التعرض لدرجات حرارة مختلفة أو حال القيام بتمارين أو تناول الطعام.”

ويكون ذلك أكثر لدى الأطفال الصغار مقارنة بالبالغين وكبار السن. ويقول إن التحدي حاليا يتمثل في استخدام هذه المعلومات لاكتشاف العوامل التي تجعل الدهون البنية تنتج حرارة وبالتبعية تحول دون زيادة الوزن.

ويضيف: “كلما زادت المعرفة بشأن ما يجعل الدهون البنية تنتج حرارة، كان الوضع أفضل. وربما يكون لذلك أثر فوري يبقى مع نمو الطفل.”

ويقول: “ربما يلقي ذلك إطلالة على ما تقوم به الدهون البنية فيما يتعلق بعمل توازن بين الطاقة التي نحصل عليها من الطعام والطاقة التي تستهلكها أجسادنا.”

لكن هل يمكن لذلك أن يلعب دورا في الحد من السمنة أيضا؟

معروف أن زيادة الوزن تمثل مشكلة في المملكة المتحدة. وفي عام 2010، صُنف ما يزيد على ربع البالغين في بريطانيا على أنهم مصابون بالسمنة، وفق ما ذكره تقرير لمركز معلومات الرعاية الصحية والاجتماعية التابع لخدمة الرعاية الصحية في وقت سابق من العام الحالي.

الكثير من العرق

ويقول الاستاذ ستيفن بلوم، رئيس شعبة أمراض السكري والغداد الصماء والأيض بالكلية الملكية في لندن: “إذا قمنا بتنشيط الدهون البنية، يمكن أن نأكل المزيد دون زيادة في الوزن. لكننا سنضيع الطاقة بصورة غير ضرورية، وسنعرق كثيرا.”

وتبدو فكرة حرق السعرات الحرارية بدلا من تخزينها كدهون جيدة – لكن ثمة مخاطر في استخدام عوامل لتحفيز أنسجة الجسم.ويقول بلوم: “تطرح هذه المواد احتمالية حدوث تسمم. من الرائع أن تعمل وأن تكون آمنة، لكن يشعر الجميع بالقلق من الآثار الجانبية لعلاج السمنة.”

وأظهرت أبحاث سابقة على القوارض والثديات الصغيرة أنهاتعتمد على الدهون البنية لتبقى دافئة، مثل الأطفال الرضع.ويقول بلوم: “لكن ربما لا يمكن تطبيق ذلك بهذه الدرجة على الآدميين، لاسيما البالغين، فالدهون البنية الكثيرة لا تمثل شيئا طبيعيا في البشر.”

ويكون ظهر الطفل الرضيع دافئا كثيرا لوجود كميات كبيرة من الدهون البنية التي تقوم بحماية أعضاءه.ولدى الاستاذ سيموندز منحى أكثر إيجابية، حيث يعتقد أن بحث فريقه باستخدام التصوير الحراري يمكن أن يفضي إلى المزيد من المعلومات المفيدة عما نأكله.

ويقول: “يحتمل إضافة مؤشر حراري للعلامات الموجودة على الأطعمة لإظهار ما إذا كان هذا المنتج يزيد أم يقلل إنتاج الحرارة بالدهون البنية.”

ويوضح أن ذلك يعني ما إذا كانت المنتج سيرفع من كمية السعرات الحرارية التي نحرقها أم سيقللها.

ويتضح من ذلك أن الدهون ليست بالبساطة التي تبدو عليها، فهناك أنواع مختلفة والدهون البنية أفضل كثيرا من الدهون البيضاء. لكننا لا نتحكم في كميات كل نوع بأجسامنا. وفي المستقبل سيقوم باحثو نوتنغهام بدراسة كيف يمكن للأطعمة والتمارين وعوامل بيئية وعلاجية التأثير على الدهون البنية.

ويقول بلوم إن هذه الدراسات “يمكن أن تساعد على مكافحة السمنة والسكري ومشاكل مرتبطة بالقلب.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى