#تأملات في نفسك

الكاتبة: حياة الجطيلي

أنا أتأمل كل يومٍ هذا العمق الذي تحكيه نفوسنا البشرية, وكم تخفي من دهاليز عميقة ومتاهات تنطلق في اللانهاية ..
تكمن مشاعر في اللاوعي ومشاعر أخرى تفجرّت سلوك وتحدثّت تصرف وتشكلّت شخصية ومسار سواءَ اخترتهُ أم وجدت نفسك عليه وأنت على أي حال مسؤول!

حين تجد نفسك في خشوع ينقي شوائب روحك

ثم في موقفٍ ما تجد نفسك في حيرة تشقك نصفين

ثم في عاطفة تخرج أرق ما فيك

أو في قرار يدفعك لما لايخطر على بالك

وربما حب يجذبك

ويوميًا في موقف يمثلك أو لايمثلك

في كلمة قلتها وتساءلت : هل كنت أعنيها فعلًا ؟

في صراع احتضنت أطرافه في يديك و تقلبهما تريد أن ترى أكثر مما ترى في كفّيك

في قناعةٍ مؤلمة

أو إيمان يمنعك أو يدفعك

في تجربةٍ أبكتك

وقد تظهر لك نفسك جانبًا فقدته واستنجد به حنينك ولم يأت إليك

وبالمقابل قد تواجه جانب من ذاتك لم تعرفه من قبل

توقع .. توقع .. توقع المنعطفات والعبور المفاجئ والآفاق الجديدة, لا تظن أن ما يجري في نفسك هو 1+1=2 أبـدًا !!

لذا هي من أغرب ما خلق الله سبحانه ..

في إحدى صباحات إجازةٍ صيفية قال لي عمي عبدالعزيز : ” الإنسان أغرب مافي هذه الأرض وأنا عمتس “

وها أنا أكتب عن تأملي هذا, فنفسك مرنة متسعة بحجم اتساعِ حياتنا ..

كل يومٍ فيها يحمل شيئًا مختلفًا لك وإن عبَـر بك ولم تدركه, كل منعطفٍ يحمّلك شيئًا أو يأخذ منك شيئًا آخر كان جزءًا منك .. أدركت هذا أم لم تدرك !

أعلم أنه لابد أن يكون هناك تغيير في داخلك مع مرور السنوات يقفُ كلوحاتٍ إرشادية في طريقنا لشق هذه الحياة المتسارعة, ولكن يتباين الناس في ( ماهيّـة هذا  التغيير) !!

هو سؤالٌ تحكمه قوة إيمان تلك الروح بين جنبيك وبُـعد النظر الذي تحمله وقدرتها على إدارة عصارة التجارب التي تتجمع في زاوية من ذهنك, تعبق منها دروسك القديمة في مراحل حياتك فتدفعك للأمام وتدير عواطفك تجاه ما يرتقي بك لكن لا تنزعج إذا طال عبورك في إحدى الممرات الحياتية .. ربما تحتاج وقتًا لتدع البحيرة تسكن وتسكن بعد حجر التجربة !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قبل أن أكتب، سأعتذر أولا إن ملت بالتعليق عن موضوع المقال. مقالك حياة أثار بي الرغبة في الكتابة، وسأكتب.
    تبهرني النفس البشرية، وأحب أن أتأمل فيها. كنت أتحدث في هذا الموضوع مع صديقتي ليس عدة أيام مضت. أذكر أنني ختمت حديثي بأن تساءلت: هناك محيطات ثائرة متلاطمة داخلي، محيطات تتغير مياهها كل يوم. محيطات يرتفع موجها حينًا فتغطي قمم الأمل الشاهقة، وفي حين آخر ينحسر ذات الموج عن أخفض بقاع اليأس. هل هذه الحالة طبيعية؟ هل باقي البشر يحسون بما أحس به؟ لماذا هذا التغير؟ أليس الاتزان على حال واحدة من صفات النفس السليمة؟ لم أصل للإجابات بعد، لكنني مستمتعة بقطع الطريق إليها.
    استمتعت بقراءة المقال. وددت لو أملك الوقت لأسترسل و”أتفلسف” أكثر لكن سميناري الذي لم أنهي إعداده بعد ينتظرني. :>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى