نصائح ذهبية للأطباء في أول حياتهم العملية

الكاتب:د.خالد النمر*
هناك نصائح من ذهب (بل هي لاتقدر بثمن!!) نقدمها لأبنائنا الاطباء بمستوياتهم المختلفه من طلبه واطباء امتياز واطباء مقيمين ….وهي جواهر مكنونه لايجدونها بوضوح في بطون أمهات الكتب ولا في ثنايا صفحات محركات البحث في الشبكه العنكبوتيه… وانما هي خبرة السنين من الممارسه المهنيه أخذناها من التجربه المباشره في الحياه العمليه …..ومن النصائح المباشره من ابائنا في المهنه متعهم الله بالصحه والعافيه وغفر لمن توّفي منهم …..وبدورنا ننقلها لكم فهذه هي رسالة العلم وبهذا تتطور الامم….. وسأسردها على شكل نقاط للوضوح والرسوخ في ذهن المتلقي:

1.عدم التواصل بوضوح مع المريض او الممارسين الصحيين من حولك   (miscommunication):
هذه النقطه أهم سبب واكثر سبب لوقوع المشاكل خلال حياتك المهنيه وهو ماأثبتته الابحاث في قضايا الشكاوي داخل مكاتب المستشفيات او في اروقة المحاكم….فتذكر ان ماتعرفه وتقرره بوضوح في دماغك ليس بشرطا ان يعرفه جميع من حولك من ممرضه او مريض او طبيب زميل فلذلك يجب ان تبين لهم بوضوح ماتعني وتقصد؟! ……فمثلا في توجيهاتك في صفحة اوامر الطبيب في ملف المريض تشرح للمريض أولا ماتنوي عمله ثم تشرح للممرضه خطة العلاج ثم تقف برهه ثم تسأل سؤالين هامين جدا: هل كلامي واضح؟ هل لديك اسئله او استفسار عما قلت للتو واللحظه؟

وهذه الطريقه ليست عزيزه ولاصعبة التطبيق ولكن لها تأثير عجيب على المريض والطاقم الطبي من حولك!!!

2.عدم ثقة الطبيب في نفسه وسرعة الانفعال:
وهي من الاسباب المنتشره للمشاكل الطبيه فاذا راجعتك الممرضه في جرعه دواء لاتنفجر في وجهها ظنا منك انها تشكك في علمك ………او راجعك مريض في بعض نصائحك: يادكتور بس الدكتور فلان يقول عكس كلامك؟ او لو سمحت يادكتور من فين اخذت شهادة الطب؟ فأجعل أعصابك في ثلاجه …أجب على السؤال ببساطه متناهيه من غير الدخول في نوايا من حولك .

3.(روح…. اشتكي):
مهما بلغت بك الثقه من نفسك ومن خطوات علاجك فلا تقل هذه الكلامه نهائيا في مستقبلك كله (بدون استثناء) فهي من المحرمات في قاموس التعامل مع المرضى واقاربهم….. حيث وجدت الدراسات ان 69% من المرضى قرروا رفع شكوى على الطبيب بعد سماعهم لهذه الكلمه (Medical Malpractice, 12:10 (August 1996.

وليس هناك طبيب مهما بلغ علو كعبه في تخصصه محمي من المشاكل والشكاوي ولكننا نعطي هذه النصائح لتقليل حدوث تلك المشاكل وليس لمنعها نهائيا.

 والشكاوي نوعان الصغيره منها وهي التي تكون داخل القسم او المستشفى  ويتم حلها داخليا وهي لايكاد يسلم منها احد….اما الكبرى التي تصل الى اروقة المحاكم ويستمع لها القاضي ويترافع فيها المحامين فهي من نعم الله علينا انها نادره حيث يتعرض حوالي 7% من الاطباء خلال حياتهم المهنيه لمثل هذه الشكاوي بمعدل قضيه واحده كل عشر سنوات تقريبا ….وطبيعة هذه القضايا انها تحب التراكم كمجموعات على نفس الطبيب او المنشأه!!

 هذا ماتيسر كتابته في الجزء الأول من هذا الموضوع ونستكمل ماتبقى في المستقبل القريب بأذن الله , والله يحفظكم.

استشاري و أستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى