د.الربيعة يلقي محاضرة في مؤتمر دبي الدولي السابع للعلوم الطبية

مجلة نبض- وزارة الصحه:
قال معالي وزير الصحة, رئيس الفريق الجراحي والطبي لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – وتوجيهاته المستمرة ورعايته الدائمة لعمليات فصل التوائم السيامية التي أجريت بالمملكة وشملت كافة أرجاء المعمورة أظهرت للعالم بوضوح سماحة الدين الإسلامي وتعامله تجاه الإنسان لإنسانيته، بغض النظر عن لونه أو عرقه أو جنسه.

وأضاف د.الربيعة خلال محاضرة ألقاها اليوم في مؤتمر دبي الدولي السابع للعلوم الطبية أن المملكة العربية السعودية حققت إنجازات كبيرة وريادية عظيمة في مجال فصل التوائم السيامية بفضل من الله، ثم الرعاية الأبوية من خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – مؤكدًا أن ما تقوم به من مجهودات علمية ورعاية هو عمل إنساني بحت تجاه فئة من أبناء الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع.

وتطرق د.الربيعة في حديثه حول تجربة وخبرة المملكة في هذا المجال إلى معدلات حدوث التوائم السيامية في العالم، وذكر أن هذه النسبة تبلغ في الدول الغربية من 1 إلى 50000 أو 200000 ولادة، بينما تصل في منطقة شرق وجنوب آسيا، وكذلك أفريقيا إلى 1 بين 14000 و25000 ولادة. وعزا هذا الفرق إلى عوامل وراثية مرتبطة بمعدل إنجاب التوائم المتشابهة.

وكشف أن60 % من التوائم السيامية تولد ميتة، وأن40% من البقية تموت خلال أيام من الولادة، مبينًا أن70% من التوائم السيامية إناث.

وحول التصنيف السريري للتوائم السيامية أبان د.الربيعة أنه يمكن تصنيف هذه الحالات إلى ثنائي الأطراف السفلية، وثلاثي الأطراف السفلية، ورباعي الأطراف السفلية، وأضاف قائلاً: “التوائم السيامية تنشأ من بويضة واحدة، ويحمل كلا التوأمين الجنس والصفات الوراثية نفسها.

وعدَّد د.الربيعة أنواع التوائم السيامية، مشيرًا إلى أنها تشمل توأمًا طفيليًّا بطنيًّا، وتوأمًا طفيليًّا سفليًّا، وتوأمًا طفيليًّا رأسيًّا وتوأمًا داخل توأم.

وفيما يتعلق بأسباب حدوث التوائم السيامية أوضح أن الأسباب الحقيقية غير معروفة، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى عدم اكتمال الانفصال للبويضة الملقحة وإعادة الالتصاق ونقص في منظمات الانفصال.

وتناول د.الربيعة طرق ومراحل تشخيص حالات التوائم السيامية، مبينًا أنه يمكن تشخيصها أثناء الحمل، كما يمكن التشخيص بعد الولادة، وذلك عن طريق الأشعة الروتينية أو الأشعة المغناطيسية، وفحص القلب، وفحص الشرايين، والأشعة المقطعية، إضافة إلى الأشعة النووية.

وأكد د.الربيعة خلال استعراضه مراحل إجراء عمليات فصل التوائم أهمية التخطيط قبل العملية، وذلك من خلال تكوين فريق متعدد التخصصات، وأخذ موافقة بالعملية مع إجراء فحوصات دقيقة وخطة جراحية مكتوبة، وكذلك إجراء عملية وهمية.

ولفت إلى أن خبرة المملكة العربية السعودية في هذا المجال خبرة ناجحة وممتدة؛ حيث تجاوزت العشرين عامًا 1990-2012م وشهدت الكثير من النجاحات التي جعلت اسم المملكة مميزًا في مجال الطب، وأصبحت لديها خبرة مرجعية في مجال فصل التوائم، بالإضافة إلى فريق طبي متخصص في هذا المجال؛ حيث أشاد بجهود الفريق، وأكد أن هذا النجاح إنما يجسد جهود فريق عمل متكامل، وأن النظرة المستقبلية للجراحات المبكرة للتوائم السيامية إما عند الولادة أو قبل الولادة.

وأبان د.الربيعة أن خبرة الفريق الطبي السعودي تصل إلى 69 حالة توأم سيامي على مدى 22 عامًا تم خلالها إجراء30 عملية فصل ناجحة، فيما البقية كانت فيها عيوب خلقية لم تكن قابلة للفصل طبيًّا، بينما تنتظر – حاليًا – حالة أخرى، مشيرًا إلى أنه تم التعامل مع جميع هذه الحالات بخبرة الفريق الواحد؛ حيث توزع العمل على 69 مجموعة، فيما يتم التشخيص قبل الولادة في 49 مجموعة، وقسم العمليات القيصرية إلى 49 مجموعة، مشيرًا إلى هذه الحالات وُزعت على 17 دول شملت جميع قارات العالم منها 35 حالة من المملكة العربية السعودية، و7 من السودان، و5 من مصر، و2 من اليمن، و3 من الكاميرون، و3 من المغرب، و3 من العراق، و2 من سوريا، وحالة واحدة من كل من سلطنة عمان، ماليزيا، الفلبين، بولندا، الصومال، البحرين، فلسطين، الأردن، والجزائر.

ووزع د.الربيعة الحالات التي تم فصلها في المملكة – حسب التصاقها – إلى أماكن عدة؛ حيث أوضح أن عدد 24 حالة كانت ملتصقة بالصدر، و21 حالة ملتصقة بالبطن والصدر والحوض، فيما التصقت 6 حالات بالبطن، و7 حالات بالحوض، فيما بلغ عدد حالات التوائم الطفيلية 7 حالات، والالتصاق بالورك 3 حالات، وبالرأس حالة واحدة فقط.
وقال إن عدد الحالات التي تم فصلها بلغ30 حالة من جنسيات عدة وُزعت على قارات العالم المختلفة، فيما بلغ عدد الحالات التي لم يتم فصلها 39 حالة، بينما توجد حالة واحدة تحت الانتظار، مبينًا أن أسباب عدم فصل بعض الحالات تتمثل في بعض العيوب الخلقية مثل وجود قلب واحد مشترك، وتشوهات كبيرة، واتصال بين القلبين، وكذلك تشوهات خلقية تعوق الحياة.

وأشار إلى أنه من واقع الخبرة الطويلة والممتدة يتم التعامل مع الحالات من خلال طرق عدة تتمثل في فريق مشترك يضم فريقين أحدهما متعدد التخصصات والآخر فريق جراحي؛ حيث يقوم هذا الفريق بإجراء فحوصات دقيقة متعددة قبل القرار الجراحي، من خلال اجتماعات واستشارات متعددة للفريق، مع إشراك الوالدين في النقاش منذ البداية، يلي ذلك العلاج النفسي والاجتماعي للوالدين، خصوصًا أثناء العملية، ومن ثم يتم إجراء العملية الوهمية، إضافة إلى طرق التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة قبل وأثناء وبعد العملية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى