سكري الأطفال والحج ..

د. عبدالمعين اغا

مجلة نبض- بيان الميمني :
يعتبر مرض السكر من الأمراض المزمنة التي لابد على جميع الأطفال والشباب المصابين بالنوع الاول التعايش مع هذا المرض في جميع الأحوال والظروف . ومع اقتراب شهر الحج يقدم لنا الدكتور عبدالمعين عيد الآغا – أستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري – بعض النصائح والإرشادات لمرضى السكري وخصوصا الأطفال والتي يجب مراعتها عند أداء فريضة الحج ..

فريضة الحج تعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام وبالتالي فهي فرض على كل بالغ قادر على أداء هذه الفريضة أما الأطفال ما دون البلوغ فهي ليست فريضة عليهم ومن الأفضل عدم تكليفهم بهذا الركن إلا إذا كانت هناك ظروف اجتماعية لأدائهم فريضة الحج

البالغين الذين لديهم هذا المرض من اليافعين واليافعات لا يوجد لديهم أي مانع طبي ولا يؤثر هذا المرض على أداء فريضة الحج إذا أخذت الاحتياطات اللازمة فعندما يرغب المريض المصاب بداء السكري بأداء هذه الفريضة لابد من فهمها ومعرفتها معرفة جيدة ليتيسر لهم أدائها دون أن يعرضوا أنفسهم لأي من مضاعفات السكري .

بعض الإرشادات الخاصة بالحج حسب مايلي :

أولاً : الاستعدادات اللازمة قبل الذهاب لأداء فريضة الحج :

  1. يجب على الطفل أو الشاب المصاب بداء السكري من النوع الأول زيارة الطبيب المعالج لاستشارته على الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج ومعرفة أعراض ارتفاع وانخفاض السكر في الدم وكيفية علاجهما بالإضافة إلى زيارة أخصائي التغذية لإعطائهم الإرشادات عن البرنامج الغذائي الذي يتلائم مع نظام الحج .
  2. لابد من تجهيز حقيبة السكري والمحتوية على مايلي :
  • بطاقة تفيد بأنه مصاب بالسكري .
  • كمية كافية من علاج الأنسولين مع مسحات طبية وإبر الحقن .
  • جهاز قياس السكر في الدم حيث يحتاج المصاب إلى فحص نسبة السكر في الدم عدة مرات يومياً خلال فترة الحج .
  • بعض قوالب السكر التي قد يحتاجها المريض عند انخفاض السكر في الدم وإبرة الجلوكاجون وهذه الإبرة ضرورية في استخدامها لانخفاض السكر في الدم .
  1. إحضار شمسية لضربات الشمس الحارة .
  2. التزود بكميات كبيرة من الماء حيث أن الجفاف بسبب العرق له آثار سلبية على مريض السكري .
  3. اخذ التطعيمات الضرورية مثل تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الانفلونزا

ثانياً : أثناء أداء فريضة الحج :

  1. لابد من أداء هذه الفريضة مع شخص آخر يلازمه ويكون لدى هذا الشخص معلومات كافية عن هذا المرض وكيفية علاج ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم وكيفية استخدام جهاز السكري الموجود في حقيبة السكري .
  2. على المصاب قبل الإحرام الحرص على تقليم أظافره وأن يلبس حذاءين واسعين ليين وأن لا يمشي حافي القدمين إلا على مكان نظيف وخالي من أي مواد قد تؤذي قدميه وأن يحمل في إحرامه بطاقة تعريفية تبين بأنه مريض سكري وتوضع فيها كمية العلاج للضرورة إذا حصل إغماء لا قدر الله .
  3. عند الطواف والسعي لابد أن يتناول وجبة خفيفة وكمية من الماء قبل البدء بهما وكذلك الاستراحة مابين الأشواط وحمل قطعة من السكر في حالة الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم وأن يحاول اختيار الأوقات التي يكون فيها الزحام قليلاً حتى لو أدى إلى تأخير العودة إلى يوم آخر لأن الزحام يولد كثيراً من الإرهاق وكذلك يعرض المريض إلى الالتهابات الفيروسية .

كما أن قياس نسبة السكر في الدم قبل الطواف والسعي وبين الأشواط يساعد على عدم التعرض لمستوى الهبوط في السكر .

  1. عند الوقوف بعرفة يكون الحاج معرضاً لأشعة الشمس الحارة ولكون المصاب بالسكري أكثر عرضة لضربات الشمس لذا لابد من استخدام الشمسية وكذلك البقاء في الخيمة في أوقات الشمس الحارة أو تحت أي ظل والحرص على تناول كميات كبيرة من الماء لكي يعوض كمية السوائل التي يفقدها ، وحفظ الأنسولين في الثلاجة الخاصة بالخيمة والحرص على تناول الوجبات في الأوقات المناسبة وتناول العصيرات في حالة كان هنالك سيراً على الأقدام بسبب ازدحام السيارات .

وفي حالة انخفاض نسبة السكر في الدم أقل من 80 ملجم/مل يجب التوقف عن السير وأخذ كمية من العصيرات ووجبة خفيفة ومن ثم إكمال السير على الأقدام وفي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملجم/مل فيجب فحص البول بمادة الأسيتون فإذا كانت موجبة يجب مراجعة أقرب مركز صحي في الأماكن المقدسة لأخذ المحاليل عن طريق الوريد .

كذلك يجب على المريض قدر الإمكان تجنب الازدحام وكذلك وضع كمامة طبية عازلة عن استنشاق بعض الجراثيم والمايكروبات .

وأخيراً … بعد عودته من الحج يجب مراجعة الطبيب المعالج ومثقف السكري وخصوصاً إذا واجه بعض المضاعفات أثناء الحج .

متمنين للجميع حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى