أول تجربة على البشر لتقنية جديدة لزرع النخاع العظمي

120510112419_bone_marrow_304x171_spl_nocredit
مجلة نبض-BBC:

أجرى أطباء في مستشفى “غريت اورموند ستريت” في لندن تجربة لتقنية رائدة في زرع النخاع العظمي.
و كان محمد أحمد، الذي يبلغ من العمر نحو خمس سنوات، من بين أول ثلاثة أطفال في العالم يخضع لتجربة العلاج الجديدة.
يعاني محمد من مرض “العوز المناعي المشترك الحاد”، وينتظر ظهور متبرع يكون لديه أنسجة متماثلة منذ سنوات.
نقل محمد الذي يعيش في ميلتون كينيس إلى مستشفى “غريت اورموند ستريت” عندما كان يبلغ من العمر عاما واحدا.
و بسبب مرض محمد، وهو ضعف الجهاز المناعي، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالامراض، وبات زرع النخاع العظمي طريقة العلاج الوحيدة المعروفة لمرضه.
و رغم أن محمدا كان على قائمة الانتظار لزرع النخاع العظمي، فإنه أصيب بشدة بمرض أنفلونزا الخنازير.

و خلال هذه الفترة، قرر أطباؤه أن الأمل الحقيقي الوحيد لمحمد هو خضوعه لعملية زرع نخاع عظمي لأنسجة غير متماثلة وكان والده هو المتبرع.
وافق والد محمد ويدعى جميل على المضي قدما في تجربة هذا العلاج.
و قبل تبرعه، تم تطعيم جميل ضد أنفلونزا الخنازير حتى يتسنى لخلايا النخاع العظمي التعرف على كيفية محاربة العدوى.
و قام أطباء محمد بعد ذلك بتعديل خلايا المناعة التي تم التبرع بها والتي تعرف باسم “خلايا تي” في المعمل لعمل ما يعرف “بمفتاح الأمان”.
شبكة أمان:
و رفض الأعضاء المزروعة هو أحدى المضاعفات الخطيرة لعمليات زرع النخاع العظمي، خاصة حينما لا يكون تماثل الأنسجة بين المتبرع والمتلقي في حالة ممتازة، وهو أحد أصعب التحديات التي تواجه المرضى وأطبائهم.
عمليات الزرع في الأنسجة غير المتماثلة للأطفال تكون عادة خالية من خلايا تي للوقاية من مرض رفض الأعضاء المزروعة، لكن هذا يسبب مشاكل بشأن العدوى الفيروسية وعودة الليوكيميا.
و يتغلب مفتاح الأمان على هذه العملية حيث يتم زرع عدد وافر من “خلايا تي” ليتم التخلص منها لاحقا في حال ظهور مشاكل.
ولحسن الطالع فإن عملية الزرع أجريت لمحمد بنجاح عام 2011، ولم يحتج الأطباء إلى استخدام تحول الأمان.
و رغم أنه لا يزال على محمد تناول عدد من الأدوية للوقاية من أي عدوى مستقبلية، فإن نظامه المناعي بحالة أفضل حاليا.
و قال جميل والد محمد “انتظرنا حتى يكون هناك تماثل كامل، لكن هذا لم يحدث، لكننا استعنا بالله واتخذنا قرارا بتلقي العلاج”.
و أضاف ” إن محمدا بصحة جيدة الآن، أحيانا ننسى ما عاناه، إننا فقط ممتنون للغاية”.
و أوضح أن محمدا سيحتاج بالرغم من ذلك إلى مراقبة عن كثب وكشف طبي بطريقة منتظمة خلال السنوات المقبلة، لكن حالته مطمئنة.
و قال الدكتور وسيم قاسم مستشار طب مناعة الأطفال في مستشفى “غريت اورموند ستريت” والمشرف على الدراسة إن التوجه الجديد، حسبما هو مؤمل، يجب أن يعني أن الأطفال الذين خضعوا لزراعة غير متماثلة يمكنهم أن يستمتعوا بفرصة النجاح ذاتها مثل أولئك الذين أجريت لهم عملية زرع متماثلة بشكل كامل.
و أضاف “نعتقد بأن محمدا عولج من الاضطراب الذي كان يعاني منه، يجب أن يكون باستطاعته أن يعيش حياة عادية إلى حد كبير الآن”.
و نشر تقرير كامل حول علاج محمد والبحث الذي أجراه مستشفى غريت اورموند ستريت وجامعة كينغز كوليدج لندن ومعهد صحة الطفل في دورة “بلوس وان”.
و هناك حاليا نحو 1600 شخص في بريطانيا بانتظار إجراء زراعة نخاع عظمي و37 ألفا حول العالم.
و هناك فقط 30 في المئة سيجدون متبرع متماثل من داخل عائلاتهم.
و تتضمن التبرعات جمع الدم من أحد العروق أو سحب نخاع العظم من منطقة الحوض باستخدام إبرة أو محقنة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى