سنتك الجديدة كما تريد

زوايا العدد السادس

الكاتبة: منال العتيبي

لم يطلع أحدنا على الغيب ليرى أحداث سنته الجديدة  .. وهل هو ممن كٌتِب لهم السعادة والنجاح فيها أم لا ..وهل سيدركها أو سيكون من عداد الموتى  !
وحده الحي القيوم سبحانه من يعلم الغيب .. وفي هذا رحمة لنا لقوله تعالى :  ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف/188
 ولكن وهبنا بني البشر من نعمة الشكر والعقل والتفكير والتدبير مايناسب مكنوننا وتركيبنا البشري .
مثال بسيط :
 ماذا سأفعل في سنتي هذه ؟ مالحال الذي أريد أن أكون عليه  ؟ كيف أقوي علاقتي مع الله ؟ كيف أهذب نفسي وأبعدها عن رذائل الأخلاق والأفعال ؟ كيف أحسن علاقتي مع الناس ؟ هل سأتقدم في دراستي دون أي إنجاز يذكر ؟ كيف أرضي طموحي ؟
أي الطرق سأتبع ؟ هل سأسير على رتيبة العام الماضي دون أدنى تغيير ؟ ؟ كيف أطور من كفاءتي ومهاراتي؟
أسئلة كثيرة أكاد أجزم أن أحدها خطر على بالك ولو للحظة في بداية عامك الجديد أيها القارئ الكريم …
أحدنا عبرت سريعا في ذهنه هذه الأسئلة دون أن يلقي لها بالاً لامتلاء وقته بما هو أهم من وجهة نظره
علم الغيب أمر مسلم به كما ذكرنا سابقا ولكن من حق أنفسنا علينا أن نحاسبها قبل أن تحاسب .. من حق عقولنا علينا أن نبحث لها عما يرضيها ويلحق بها لصفوف المتقدمين من حق قلوبنا علينا أن نبعدها عمن يبغضها ويحسدها حتى تنعم برغد العيش مع من يحمل لها كل الحب والخير .
لاتدع بداية سنة تمر عليك دون أن تدعو نفسك وقلبك وعقلك وان شئت ورقتك وقلمك لجلسة ودية خاصة تسمع متطلباتهم وحوائجهم وتقرروا سويا لكل خير تفعلوه وكل شر تجتنبوه ..
ودع كلاً منهم يتفاءل ويحلم بما يريد أن يكون عليه في هذه السنة المباركة ومايليها ..
ضع أهدافك مرتبة بالأهمية .. ضع أمانيك وأحلامك جانباً لجانب .. خطط لتحقيقهم واحدا تلو الآخر .. أرسم خطة واضحة نقية صافية زينها بكل تفاءل وحب وخير وحسن الظن بالله الواحد القادر على تحقيقها أسأله بمدد من السماء يعينك ويساعدك عليها … ابتعد عن النفوس المتشائمة ابتعد عمن يكره فرحك وسعادتك ونجاحك … كثيرون هم ستجدهم في المقربين قبل البعيدين !!!! لأتحدث كثيراً فتفسد حلاوة الانجاز افعل أولا !
يحكى أن أحدهم … تمنى أن يلتقي بشخص مشهور جداً بنجاحه في مجالٍ ما .. وكانت أمنيته هذه في أوائل أمنيات السنة الجديدة .. لم ينقضي عامه إلا بتحقق أمنيته والمشاركة معه في تقديم مادة علمية ؛ وذلك لم يحدث له صدفة ومجرد أمنية وتواكل ، بل سعى لتحقيقها وبذل كل أسباب الوصول إليها !
نصيحة أخيرة : لا تعتبر أحلامك كعبء تحمله على ظهرك وتريد الوقت لينقضي ويتحقق .. استمتع بكل لحظة تمر عليك وأنت تنجز لهذا الحلم .. فوض أمر تحقيقها لربها وربك وابذل ماعليك بكل إحسان… لأنها ستصبح ذكرى نسطرها في بداية سنتنا القادمة ك حلم ( أنجزناه) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى