شكرًا أيها الأعداء

زوايا العدد السادس

الكاتبة : د.منال العتيبي

استوقفني كتاب د.سلمان العودة ( شكرًا أيها الأعداء ) ! بأسلوبه وطريقته في التعامل مع الأعداء بصفة عامة وأعداء النجاح بصفة خاصة .
نشأت عندي العديد من التساؤلات حول هذه العداوة .. ولماذا الفرد منا معرض للكره أو لنقول مجرد المحاربة من قبل اخوانه (بني آدم) .
قبل أن أخوض معكم في تحليلي وفلسفتي الخاصة ، أنصحكم في إقتناء الكتاب خصوصاً إذا رأيتم أنفسكم معرضين للمحاربة من أكثر من مصدر ومخبر والغرض مجهول والله أعلم !
كتب سلمان العودة في كتابه :
 شكرًا أيها الأعداء “فأنتم مَن علَّمني كيف أستمع إلى النقد والنقد الجارح دون ارتباك، وكيف أمضي في طريقي دون تردُّد، ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق”.
شكرًا أيها الأعداء “فلعلّ في الميزان من الحسنات ما لم تنشط النّفس لتحصيله من الخير والعمل الصّالح”
شكرًا أيها الأعداء “فأنتم مَن درّبنا على الصّبر والاحتمال ومقابلة السّيئة بالحسنة والإعراض”
شكرًا أيها الأعداء”فأنتم ذوو الفضل -ولو لم تشاؤوا- في صناعة قدر من الاتزان والعدل في الفكرة” ..
فكتبت أنا : حقاً “شكرًا أيها الأعداء” لو تعلمون ماصنعتم في نفس من حاربتم .. لو تعلمون كم من القوة والصبر منحتموه ..لو تعلمون كم من الأمور غيرتم … وكيف أصبح بسببكم أقوى وأصبر وأحلم … ماسلطتم عليه ألسنتكم بلسانٍ  ناقدٍ جارحٍ بغيض وفعل ليس بالأمر السديد ..
كثيراً مايحيرني أمر البعض ودوافعهم للشر والكره ..
مالذي يدفع بك يامن خلقت من طين .. بأن تعلو وتستكبر على الناس ( إخوانك ) … مالذي يدفعك لكرههم وكره الخير لهم …
أي شر حوته تلك النفوس ! أي بغض يدفع الانسان بأن يستبشر ويفرح بمصيبة وحزن وأذية أخيه من آدم فكيف بأخيه في الإسلام ؟
لنقول بأنك لاتغار منه لاتحسده على نجاحه على فرحه على أي شيء يملكه هو بفضل من الله وأنت لا تملكه … لنقول بأنك فقط تقول الحق فيه أو تنقده ..
عفواً ..
هل أنت وكيل آدم على ذريته ؟
هل لك من حق محاسبتهم شيئاً؟
من أعطاك الحق ياهذا ؟
حقاً أن أمرك مثير للشفقة ومحزن في الوقت ذاته …
حريٌ بك أن تحاسب نفسك أولا ً وتضع موازينك بالقسط وتنظر للأمور بعقلانية أكثر .. هدئ من روعك ياأخي .. فوالله أنت من سيخسر أولا وأخيرا … بجعل نفسك قذرة رديئة متبعة لخطوات الشياطين في الكره والبغض وجلب العداوة والعياذة بالله .. سخرت نفسك لأن تكون شيطان إنسي وأنت لاتعلم …
لن تنام قرير العين وقد ألحقت الضرر بأحدهم بكلامك وفعلك الجارح لهم … وكأنه غاب عن بالك بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ….
نقدته بغير وجه حق … نقدته ووضعت نفسك رقيبا حسيبا عليه وإن كنت ترى نفسك محقاً .. حسناً … واجهه أنقد بالحق كإنسان لايملك لنفسه نفعاً ولاضراً .. كإنسان يخطيء ويصيب مثله مثل من تسلطت عليه بغير وجه حق بماأوتيت من قوة وعتاد … مازلت لأجد له مبرراً …
سيحزن من نقدك له قليلا أو كثيراً بحجم أذيتك له وخسائره .. خصوصا إذا أوقعت بينه وبين أُناس هم لحياته الأمان والملجأ بعد الله وجلبتهم لصفك بلا وجه حق .. سيتسأل … لماذا كل هذا النقد … ماذا فعلت له حتى أُجازى بكل هذه الإساءة …
خصوصاً إذا كان إنسان ناجح في حياته بفضل من ربه … وله من المُداح والأحباب كثيرين .. وأتيت أنت بالنقيض النقيض تماماً !
فأخسرته من نجاحه ومن أحبابه مالله به عليم !!
حينها سيسلك أحد الطريقين إما أن يستسلم لظلمك وطغيانك للأبد ويوقف حياته عند نقطة عدائك له وماأنجمت من خسائر عاطفية وعقلانية مالله به عليم
أو أن يفزع الى الله ربك وربه طالباً النصر والعون والتدبير والنجاة من شرك وشر مافعلت .. يفزع لمن لو لم يشاء لما فعلت هذا به .. فكأنك كنت السبب الذي سخره الله حتى يراجع نفسه ويحاسبها .. لماذا استحق هذه العداوة مالخطأ الذي ارتكبه .. ويحاسب نفسه حسابا عسيرا ويقوم اعوجاجها ويصلح مافسد منها ..ويسير بخطى ثابتة صارمة بعد مساعدتك الغير مقصودة بالتأكيد له ليصنع من نفسه شخص أقوى بالله متحلياً بالصبر مستمد العون والمعونة من ربه ثم من أحبابه الذين وقفوا معه وساندوه وحللوا معه أسباب وتفاسير هذه العداوة وحسب الخسائر والمحاولة قدر الإمكان بتعويضها ونسيانها … لتكن النتيجة إنسان أقرب للكمال والنجاح بفضل من الله وتوفيقه وتسخيرك سبباً لكل هذا
أرأيت؟ ألم أقل بأنك خاسر في الحالتين ؟!
( تفسير وتحليل أسباب النقد الحاد الجارح المؤذي كانت من وجهة نظري الخاصة ) قد أكون بالغت قليلاً من وجهت نظركم ولكن والله هناك من الأعداء والحساد من يفعل هذا وأكثر … أنظر حولك ستجد عدواً واحداً على الأقل ينتظر هفوتك وزلتك ليقلب عليك كفة الميزان محاولاً أن يقلب حياتك رأساً على عقب ليفرح ويستبشر ولربما سيقول الحمدلله … ونسي يوماً يقول الله تعالى فيه ” وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
الحمدلله بأن هناك يوم جزاء وحساب الحمدلله بأن لنا رباً لا يرضى على عباده الظلم … عادلٍ حكيم حسيب بكل شيء رقيب
الحمد لله أن لنا رباً نفزع إليه الحمدلله رضى .. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى
نصيحة أخيرة : لاتجلب حول نفسك الأعداء مااستطعت منذ البداية .. عش في سلام ..لاتبين لأحد مقدار رضاك عن نفسك وعن حياتك ونجاحك .. فيتمنى ماعندك وتطغى دوافع النفوس وشرورها . و لا تتوقف عن حسد حاسد او حاقد واجعل منه نجاحا لك بأن تتغلب على هذه الابتلاءات.
حفظني الله وإياكم من شياطين الإنس والجن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى