خلايا أعين الموتى “قد تعيد الإبصار للأحياء”

140201135145__72672817_p4200333-eye-spl

مجلة نبض – BBC:

 يقول باحثون إن الخلايا المأخوذة من أعين المتبرعين المتوفين قد تساعد المكفوفين على استعادة القدرة على الإبصار.

و أظهرت الأبحاث التي أُجريت على فئران التجارب، ونشرت في دورية “ستيم سيل ترانزليشنال ميديسين” المتخصصة في مجال الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي، أن هذه الخلايا البشرية، وتُدعى خلايا مولر الدبقية، قد نجحت في إعادة جزء من الرؤية إلى بعض الفئران المصابة بالعمى التام.

و قال فريق البحث من “لندن يونيفيرستي كوليج” إن الحصول على نتائج مشابهة لدى البشر سيحسن من قدرتهم على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، إلا أنها لن تمنحهم قدرا كافيا من الرؤية يمكنهم من القراءة.

ومن المنتظر أن تبدأ التجارب على البشر خلال ثلاث سنوات.

وتُستخدم القرنيات المتبرع بها حاليًا لتحسين حاسة النظر لدى بعض المرضى، إلا أن الفريق البحثي من معهد طب العيون التابع للكلية تمكن من استخلاص خلايا من نوع خاص من قاع العين.

ويمكن لهذا النوع من الخلايا الجذعية لدى البالغين التحول إلى خلايا خاصة عند زرعها في قاع العين، ومن الممكن الاستفادة منها في علاج حالات مختلفة من اضطرابات الإبصار.

وعند اختبار هذه الخلايا في المعمل، تحولت تلك الخلايا كيميائيًا إلى خلايا عصوية يمكنها التحقق من مصدر الضوء في الشبكية، وبزرع هذه الخلايا العصوية في قاع العين لدى الفئران المصابة بالعمى التام، استعادت جزءا من قدرتها على الإبصار.

وكشفت الأشعة التي أخذت للمخ أن هذه الطريقة في العلاج ساعدت على استعادة 50 في المئة من الإشارات الكهربية بين المخ والعين.

اضطرابات

وتحدث أستريد ليمب، أحد الباحثين، لـ بي بي سي عن أهمية هذا البحث في مساعدة بعض المكفوفين، قائلا إنهم “لن يتمكنوا من القراءة في الغالب، لكن سيكون بمقدورهم التحرك بحرية والتعرف على قطع الأثاث الموجودة حولهم على سبيل المثال.”

وأضاف: “ستتحسن طريقة حياتهم بشكل أكبر، حتى وإن لم يكن بمقدورهم القراءة أو مشاهدة التليفزيون.”

وقد تساعد هذه الخلايا مرضى بعض اضطرابات الإبصار، كالتهاب التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي.

وتجري حاليًا تجارب الخلية الجذعية لدى البشر باستخدام مواد مأخوذة من الأجنة، إلا أن هذه التجارب قد تكون مجرَمة أخلاقيا، وقد تستغرق شهورا عدة لإعداد الخلايا، على العكس من خلايا مولر التي يتم تحضيرها خلال أسبوع فقط.

و بهذا الشأن يقول ليمب إن خلايا مولر أسهل في تحضيرها والتعامل معها معمليًا، “إلا أنها تفرز مواد مضادة قد تؤدي إلى رد فعل مناعي”، وهو ما يعني إمكانية لفظ الجسم للخلايا المزروعة كما هو الحال في زراعة الأعضاء.

و يقول بول كولفيل-ناش، رئيس برنامج الطب التجديدي بمجلس الأبحاث الطبية الذي يمول الدراسة، إن هذا البحث الهام “يبرز أهمية خلايا مولر الدبقية كطريقة جديدة لعلاج أمراض الشبكية عن طريق الخلايا.

إلا أنه من غير المؤكد بعد إن كانت تجربة هذه الطريقة على البشر ستنجح. لذا، يجب استكمال البحث كمحاولة للوصول لعلاج لفقد البصر.”

ومن المفترض أن يجري تحضير الخلايا بشكل طبي تمهيدًا لبدء تجربتها على البشر، فيما يقدر الباحثون أن هذه التجهيزات قد تستغرق نحو ثلاثة أعوام قبل البدء في هذه التجارب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى