يد آلية تعيد “حاسة” اللمس لمبتوري الأيدي

140206103518_dennis_aabo_bionic_hand_304x171_bbc_nocredit

مجلة نبض-BBC:

 ابتكر فريق من العلماء يدا آلية تمنح مبتوري الأيدي شعورا يحاكي حاسة اللمس الطبيعية من خلال الأصابع.

وخضع دنماركي يدعى دينيس آبو لعملية جراحية في ايطاليا تم خلالها ربط يد آلية بأعصاب الجزء العلوي من ذراعه.
وقال دينيس، الذي فقد ذراعه اليسرى في انفجار ألعاب نارية منذ ما يقرب من عشرة أعوام، إن هذه اليد “مذهلة”.
وفي اختبارات معملية، استطاع دينيس أن يصف شكل وصلابة الأشياء التي التقطها بيده حتى وهو معصوب العينين.
ونشرت تفاصيل هذه الاختبارات في دورية “ساينس ترانزيشنال ميديسن”.
زرع*
وأجرى فريق عالمي مشروع البحث بمشاركة خبراء في علوم الأجهزة الآلية من إيطاليا وسويسرا وألمانيا.
وقال البروفيسور سيلفسترو ميسيرا من كلية الفنون التطبيقية الاتحادية في لوزان وكلية سانت آنا للدراسات المتقدمة في بيزا إن “هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها لشخص مبتور اليد الشعور باللمس بشكل حقيقي من أداة اصطناعية”.
وأوضح أن الإنجاز العلمي لا يتمثل في اليد نفسها، بل في الإلكترونيات والبرمجة التي مكنتها من إرسال مردود شعوري للمخ.
وأضاف ميسيرا وفريقه أجهزة استشعار إضافية إلى اليد الصناعية التي يمكنها الكشف عن المعلومات المتعلقة باللمس وقياسها. وباستخدام حلول حسابية بالكمبيوتر، نجح العلماء في تحويل الإشارات الكهربية التي تنبعث منها إلى نبض يمكن للأعصاب الحسية التعرف عليها.
وخلال عملية أجريت في روما، زرعت أربعة أقطاب كهربية في الأعصاب الموجودة في الجزء العلوي من ذراع المريض، ووصّلت هذه الأقطاب بأجهزة الاستشعار الاصطناعية في أصابع اليد الآلية، وهو ما سمح بإرسال المردود الناتج عن اللمس والضغط إلى المخ.
وخضع دينيس، البالغ من العمر 36 عاما، لاختبارات معملية لمدة شهر، وذلك بهدف التأكد أولا من فاعلية الأقطاب الكهربية، قبل توصيلها بشكل كامل باليد الآلية.
وقال دينيس إن “الاختلاف الأكبر كان حينما أمسكت بشيء واستطعت أن أحس بما أقوم به دون الحاجة إلى النظر، واستطعت استخدام اليد في الظلام. وكان أمرا مذهلا بالنسبة لي، أنني استطعت أن أشعر إذا كانت الأشياء ناعمة أم صلبة، مربعة أم دائرية”.
بطل*
ولا تزال اليد الآلية نموذجا تجريبيا، ونظرا لشروط السلامة المفروضة على التجارب السريرية، كان من الضروري إجراء عملية أخرى لإزالة أجهزة الاستشعار.
وقال البروفيسور باولو روسيني وهو طبيب أمراض عصبية من مستشفى “أغوستينو جيميلي” الجامعي بروما “إنه بطل، لقد خصص شهرا من حياته وأجرى عمليتين لاختبار هذه الأداة، إننا جميعا ممتنون له”.
وقال ستانيسا راسبوبوفيتش العضو بفريق البحث “لقد كانت لحظة مثيرة للغاية.. بعد ساعات كثيرة جدا من الاختبار، جاء إلينا دينيس وقال بدهشة كبيرة “هذا أمر لا يصدق، يمكنني أن أشعر بتحريك يدي المفقودة”.
آفاق مستقبلية*
يعمل الفريق العالمي حاليا على وسائل يمكن من خلالها تبسيط هذه التكنولوجيا حتى يتسنى استخدامها في المنازل.
وقال البروفيسور توماس ستايغلتس من جامعة فرايبورغ في ألمانيا والذي ابتكرت في معمله الأقطاب الكهربية الرفيعة جدا والقابلة للزرع “يجب أن نتخلص من الأسلاك الخارجية، ونجعلها قابلة للزرع بشكل كامل”.
ولا يوجد سقف زمني دقيق، لكن العلماء يعتقدون أن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمن قبل أن تطرح في الأسواق ذراع آلية لها مردود شعوري لأغراض تجارية.
ويرى العلماء أن ذلك قد يمهد الطريق أمام أجهزة تعويضية أكثر واقعية في المستقبل يمكنها الإحساس بنسيج الأشياء ودرجة الحرارة.
لكن الأمر سيكون مكلفا للغاية ويتجاوز إمكانيات معظم المرضى، وحتى الآن لا تزال الأيدي الصناعية تفتقد لدقة ومهارة اليد العضوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى