تشابه بين أدمغة الكلاب وأدمغة البشر في الاستجابة للأصوات

140224152724_pet_dogs_512x288_borbalaferenczy

مجلة نبض-BBC:

اعتاد أصحاب الكلاب أن يقولوا إن حيواناتهم الآليفة تفهمهم جيدا، وتقول دراسة حديثة إنهم قد يكونون على صواب.
توصل باحثون من المجر من خلال إجراء مسح لأدمغة الكلاب بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن أدمغة الكلاب تستجيب للأصوات بنفس الطريقة التي يستجيب بها الدماغ البشري.
كما أن الأصوات المفعمة بالعاطفة، مثل البكاء أو الضحك، تثير أيضا استجابات مماثلة لدى الكلاب، وهو ما قد يفسر السبب في أن الكلاب تتفاعل مع العواطف البشرية.
ويقول الباحث الرئيسي بالدراسة أتيلا أنديكس من الأكاديمية المجرية للعلوم التابعة لجامعة اوتفوس لوراند في العاصمة بودابست: “نعتقد أن الكلاب والبشر لديهم آلية مماثلة للتعامل مع الرسائل العاطفية”.
وشارك 11 كلبا في تلك الدراسة التي نشرت في دورية “كارنت بيولوجي” العلمية.
وأشار أنديكس إلى أن فريق البحث استخدم “استراتيجيات التعزيز الإيجابي”، والتي تعني تقديم مزيد من الثناء والمدح لتعزيز السلوك الإيجابي لدى هذه المجموعة من الكلاب.
وأضاف أنديكس: “كانت هناك 12 جلسة من التدريب التحضيري، ثم سبع جلسات في غرفة الأشعة، ثم أصبحت تلك الكلاب قادرة على أن ترقد بلا حركة لمدة تصل إلى ثمان دقائق”.
وأكمل “بعد تدريبهم، كانت الكلاب سعيدة جدا، ولم أكن لأصدق ذلك لو لم أره بنفسي”.
وللمقارنة، نظر الباحثون إلى 22 دماغا لمتطوعين من البشر من خلال نفس أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي.
مناطق مماثلة في الدماغ”
وأتاح الباحثون للمتطوعين وللكلاب سماع 200 صوت مختلف، وهي أصوات تتراوح ما بين ضوضاء من البيئة، مثل أصوات السيارات والصفارات، وأصوات بشرية (لا تتضمن كلمات)، وكذلك أصوات لكلاب.
كما وجد الباحثون أيضا أن منطقة مماثلة في الدماغ، والتي تعرف باسم القطب الصدغي، نشطت عندما سمع البشر والحيوانات نفس الأصوات البشرية.
وقال أنديكس: “نحن نعلم بالفعل أن هناك مناطق خاصة بتلقي الأصوات لدى البشر، وهي المناطق التي تستجيب بشكل أقوى للأصوات البشرية مقارنة بأي أنواع أخرى من الأصوات”.
وأضاف: “المنطقة الخاصة بالنشاط في دماغ الكلب مشابهة جدا للمنطقة التي وجدناها في الدماغ البشري. والحقيقة هي أننا وجدنا هذه المناطق موجودة بالكامل في دماغ الكلب، وهو ما يمثل مفاجأة كاملة. وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا في كائن من خارج رتبة الرئيسيات من الثدييات”.
وكانت للأصوات العاطفية، مثل أصوات البكاء والضحك، أنماط مماثلة من النشاط، مع وجود منطقة بالقرب من القشرة السمعية الرئيسية تستجيب لتلك الأصوات في كل من البشر والكلاب.
وبالمثل، أحدثت أصوات الكلاب المحملة بالعاطفة، مثل أصوات التذمر أو النباح الغاضب، ردود فعل مماثلة لدى كل المتطوعين.
لكن الكلاب كانت أقل قدرة على التمييز بين الأصوات الموجودة في البيئة وبين الأصوات البشرية، وذلك مقارنة بقدرة البشر.
وفي تعليقها على الدراسة، قالت سوفي سكوت، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي بجامعة “يونيفرستي كوليدج لندن” في بريطانيا إن ” التوصل إلى شيء كهذا في دماغ كائن من الرئيسيات من الثدييات ليس بالأمر المدهش كثيرا، لكن إثبات ذلك لدى الكلاب هو أمر مدهش تماما.”
وأضافت: “سيكون من المثير حقا أن نرى استجابة الحيوانات لكلمات أكثر من مجرد أصوات. فحينما نبكي ونضحك، فأصواتنا تشبه كثيرا الأصوات الحيوانية، وهذا ما قد يسبب هذه الاستجابة”.
وتابعت سكوت: “قد تكون الخطوة الأكثر تقدما هي لو أنهم ذهبوا أبعد من ذلك لإظهار حساسية الكلاب نحو الكلمات في لغة أصحابها”.
وقال أنديكس إن التجارب القادمة ستركز على ذلك الجانب الخاص باختبار الاستجابة للكلمات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى