دراسة: الحدس “أدق” عند اكتشاف الكذب

images

مجلة نبض-BBC:

يرجح باحثون أمريكيون أن الغريزة البشرية قد تكون أدق عند الكشف عن الكذب.
ويقول العلماء إننا نكتشف الكذب بشكل أفضل عندما نعتمد على الإجابات الأولية بدلًا من التفكير مليا في الأمر.

وكان من الدارج أن البشر يفتقرون لمهارة تحديد الشخص الكذاب، ولكن هذه الدراسة، التي نشرت في دورية “سايكولوجيكال ساينس” (العلوم النفسية)، تشير إلى أن الأمر يختلف عند استخدام العقل اللاواعي.
وتقول ليان تين برينك، من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي الأمريكية: “ما أثار اهتمامنا باللاوعي هو أنه قد يكون موقع التحقق من الكذب داخل العقل. لذا إن كانت قدرتنا على كشف الكذب تكمن في اللاوعي، فلن يكون بإمكاننا القيام بالأمر حين نبذل جهدًا فكريًا كبيرًا فيه.”
مشتبه فيهم”
يعتمد أغلب الناس في الكشف عن الكذب على علامات كتجنب النظر في العينين أو التوتر.
ولكن البحث يرجح أن هذا غير دقيق، وأن الناس تنجح بنسبة 50 في المئة فقط في العمليات التقليدية للكشف عن الكذب.
وأثار ذلك اهتمام علماء النفس من جامعة كاليفورنيا، لأن بعض الحيوانات من فئة الرئيسات مثل الشمبانزي يمكنها أن تكتشف الخداع بسهولة، وترجح نظريات التطور أن ذلك يعزز فرص البقاء والتكاثر.
وقامت تين برينك وفريق البحث بتجربة لاختبار قدرة العقل الباطن على اكتشاف الكذب.
وطلبوا من 72 طالبًا مشاهدة مقاطع فيديو لبعض الأشخاص “المشتبه فيهم” في جريمة مزيفة، قام بعضهم فيها بسرقة مئة دولار من على رف كتب، ولم يقم البعض الآخر بذلك، ولكن ادعى الجميع أنهم سرقوا المبلغ.
وأظهرت النتائج أن المشاركين استطاعوا النجاح في تحديد الكاذبين بنسبة 43 في المئة فقط، والصادقين بنسبة 48 في المئة.
الحدس”
ثم أجرى الباحثون بعد ذلك تجربة أخرى لاختبار الإدراك في اللاوعي.
وكان على المشاركين النظر إلى صورة شخص مشتبه فيه، واختيار كلمات من قائمتين مثل “كاذب” و”مخادع”، أو “صادق” و”صحيح”.
وكانت النتائج أفضل في هذا الاختبار مما دل على أننا نمتلك حدسًا خارج الإدراك الواعي لتفرقة الكذب عن الصدق.
وقالت تين برينك إن ذلك قد يعني أن قراراتنا الحدسية – التي نتخذها لنحدد أصدقاءنا وشركاءنا – تعتمد على ما يقوله لنا عقلنا اللاواعي عن ما يمكن أن يكون كاذبًا.
وأضافت: “من الوارد أننا نتخذ قرارات يومية بشأن من نريد الاستمرار في التعامل معهم كأصدقاء وزملاء في العمل، لذا نتقرب إلى البعض ونبتعد عن البعض الآخر. وقد يعتمد هذا القرار على حدسنا الغريزي أن البعض ممن لا نرغب التعامل معهم يكذبون علينا.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى