بريطانيا تفرض فحصا للقادمين من الدول الموبوءة بإيبولا

141010024502_ebola_entry_check_512x288_epa-1

مجلة نبض-BBC:

من المقرر أن يتعرض القادمون إلى بريطانيا من المناطق الموبوءة بفيروس إيبولا للفحص للكشف عن الإصابات، وذلك في صالات الوصول بمطارات هيثرو، وجايتويك، ويوروستايت.

وقالت الحكومة البريطانية إن المسافرين القادمين سيتعرضون الى الفحص وبعض الاسئلة للتعرف على الدول التي زاروها.

وقال مصدر مطلع بالحكومة إن البريطاني الذي لقي حتفه في مقدونيا يوم الخميس الماضي “من المستبعد تماما” أن يكون اصيب بالمرض.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها أمرت بتحقيق عاجل في التقارير الواردة في هذا الشأن. وكان البريطاني، الذي لم يرد اسمه في التقارير حتى الآن، قد أودع المستشفى في الثالثة عصرا بتوقيت لندن وتوفي بعد ساعتين من دخوله وفقا لتصريحات وزارة الصحة المقدونية.

وأضافت الوزارة أنه كان مصابا بقيء وحمى ونزيف داخلي، ورجحت أنه لم يكن مصابا بمرض إيبولا. ومع ذلك، أكدت وزارة الصحة بمقدونيا أن المسؤولين اتبعوا الإجراءات الوقائية التي شددت عليها منظمة الصحة العالمية، إذ أغلقوا الفندق الذي كان المريض يقيم به ووضعت باقي النزلاء قيد الحجر الصحي.

يُذكر أن انتشار الفيروس تسبب في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص حتى الآن علاوة على 7200 إصابة أغلبها في غرب إفريقيا.

وخضع جميع من غادروا مناطق انتشار الفيروس لفحوص امتدت لأسابيع طويلة رغم أن العدوى لا تنتقل إلا بعد ظهور أعراض المرض على المصاب.

وكانت ممرضة إسبانية قد أصيبت بالفيروس المميت في وقت سابق من هذا الأسبوع لتكون أول إصابة تُسجل خارج منطقة غرب إفريقيا.

وازدادت حالة تلك الممرضة سوء وفقا للمستشفى الذي تتلقى فيه العلاج.

وكان وزراء بريطانيون، في وقت سابق، قد استبعدوا أن يُفرض الفحص الطبي في مطارات بريطانيا موضحين أن سياسة الحكومة تسير وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.

وكانت وزارة الصحة البريطانية قد قالت، في بيان نشرته على موقعها الإليكتروني، إن “الفحص الطبي قبيل دخول البلاد لم يوص به من قبل منظمة الصحة العالمية، وليس هناك خطط لفرض ذلك الفحص قبل دخول بريطانيا للكشف عن مرض إيبولا.”

ولكن البيان رقم 10 للحكومة أكد أن أحد كبار المسؤولين الطبيين أوصى بأن فحص المسافرين لدى الوصول إلى البلاد سوف يوفر “مستوى إضافي من الحماية لبريطانيا.”

وجاء في بيان الحكومة أيضا أنه من “من المقرر أن تتضمن عملية الفحص – للقادمين من ليبيريا، وسيرا ليون، وغينيا – تقييما لآخر الرحلات التي قاموا بها ومع من تعاملوا خلالها بالإضافة إلى سؤالهم عن الترتيبات للرحلات المقبلة.”

وأشار البيان إلى أنه من الممكن أن يخضع القادمون إلى بريطانيا إلى فحوص طبية على أيدي “فرق طبية مدربة بدلا من قوات حرس الحدود” ليتلقوا التوصيات بخصوص ما ينبغي عليهم فعله حال ظهور أعراض الفيروس عليهم لاحقا”.

معارضون للفحص

انتقد روي ستيوارت، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، هذا التحرك عندما قال للقناة الرابعة إنه “ليس من المنطقي أن يفحص القادمون من أماكن بعينها.”

تجدر الإشارة إلى أن موقف بريطانيا من فرض فحص على القادمين من مناطق انتشار إيبولا تغير بسرعة. وكان الجدل قد أثير في الفترة الأخيرة حول فحص المغادرة في الدول التي ينتشر فيها المرض، ولكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن ذلك سوف يؤدي إلى فحص “أعداد كبيرة” من الأشخاص الذين يستبعد إصابتهم بالمرض.

رغم ذلك، سوف يكون هناك “فحص معزز” للقادمين إلى بريطانيا من مناطق انتشار الوباء.

لماذا تغير الموقف؟

رجح كبير مسؤولي قطاع الصحة العامة في بريطانيا أن الارتفاع المستمر في أعداد المصابين هو الذي دفع الحكومة نحو هذا التحرك، رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك تغيير قد حل بمستوى الخطورة التي تواجهها بريطانيا منذ يوم الثلاثاء الماضي. وفي نفس الوقت، رجح بعض العلماء أن هذا التحرك سياسي أكثر من كونه علمي.

وقال ريتشارد ويستكوت، مراسل بي بي سي لشؤون النقل، إن الإعلان عن هذا الفحص يبدو أكبر من مجرد محاولة للحد من انتشار المرض.

وأضاف أن خبراء في مجال الصحة أكدوا على أن سفر شخص مصاب بالفيروس على متن رحلة جوية بينما لا تبدو عليه أعراض المرض وتحوله إلى شخص ناقل العدوى بمجرد وصوله إلى البلاد أمر “مستبعد للغاية”.

يُذكر أن فحص حرارة الجسم واستطلاع رأي قد قدموا في وقت سابق من هذا الاسبوع بالولايات المتحدة للقادمين من بعض مطارات سيرا ليون وغينيا.

ولكن جورج غريفن، رئيس اللجنة الاستشارية الحكومية لمسببات الأمراض الخطيرة، أكد لإذاعة بي بي سي 4 أن قياس الحرارة إجراء “غير مجد على الإطلاق”.

وأضاف “أصبحنا على دراية كاملة الآن بالدورة السريرية للمرض التي تتضمن أن الحد الأقصى لفترة حضانة الفيروس هو 21 يوما، وأن الحمى ما هي إلا أحد الأعراض السريرية للمرض وتأتي في نهاية فترة الحضانة.”

كما أكد دايفيد هايمان، رئيس هيئة الصحة العامة، أن مثل تلك المحاولات جُربت في مكافحة مرض فيروس الاتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) عام 2003، لكنها أثبتت عدم جدواها. وأضاف أن “عدد قليل من المصابين هم من تم اكتشافهم.”

وأشار أنه لم يتم الكشف عن أي حالة إصابة بالسارس في أي من البلاد نتيجة للفحص الذي تعرضوا له قبل عبور الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى