دراسة: الشعور بالسعادة يتراجع في منتصف العمر

020331-middle-age-stress

مجلة نبض-BBC:

قال باحثون صحيون إن الشعور بالسعادة يتراجع عند بلوغ المرء منتصف العمر فقط بالنسبة لمن يعيشون في الدول الغربية الثرية.

وتوصل الباحثون من خلال دراسة نشرتها دورية “لانست”، اعتمدت على بيانات مسح عالمية، إلى أن الشعور بالرضا عن الحياة يأتي بناء على منحنى يجسد عوامل يمكن التنبؤ بها تعمد بدورها على المكان الذي يعيش فيه الناس.

ففي دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة يأخذ شكل الرضا عن الحياة منعطفا حادا يتراجع عند بلوغ الشخص منتصف العمر.

أما في أفريقيا يسجل منحنى الرضا عن الحياة انخفاضا طوال العمر، وفي أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي سابقا وأمريكا اللاتينية يتراجع المنحنى مع التقدم في العمر.

وقال أندرو ستيبتو، بجامعة كوليدج لندن، وزملاؤه إن الأسباب التي تقف وراء تلك الاتجاهات متعددة ومعقدة، لكن هناك بعض التفسيرات المعقولة فضلا عن دروس مهمة مستخلصة من ذلك.

وتعد الدراسة جزءا من سلسلة دراسات تتعلق بالصحة والشيخوخة نشرتها دورية “لانسيت”، كما حذرت الدراسة من أن زيادة أعباء الأمراض المزمنة وتراجع مستوى الرفاهية يؤثر على حياة كبار السن.

الشعور بالرضا

استعان الباحثون بيانات جمعتها مؤسسة “غالوب وورلد بول” لاستطلاع الرأي على مدار أربعة أعوام في أكثر من 160 دولة تغطي ما يربو على 98 في المئة من تعداد سكان العالم للتوصل إلى تقديراتهم.

وإلى جانب الصحة والألم البدني، درس الباحثون ثلاثة عوامل لقياس مستوى رفاهية العيش.

– عوامل تقديرية، تشير إلي درجة رضاء الناس عن حياتهم.

– عوامل اللذة، وهي الشعور أو الحالة المزاجية مثل السعادة والحزن والغضب.

– عوامل السعادة الأخلاقية، وهي الحكم على الحياة والغرض منها.

وقال أنغوس ديتون، باحث مشارك في جامعة برينستون الأمريكية، إن الأحوال الاقتصادية يمكن أن تشرح ذلك.

وأضاف “هذه الفترة هي التي يتقاضى فيها الشخص أعلى راتب وأفضل وقت للعمل وتحقيق مكاسب، حتى على حساب الرفاهية الحالية، وذلك من أجل زيادة الثروة وتحقيق رفاهية فيما بعد.”

كما يفسر ذلك سبب شعور كبار السن بالسعادة أكثر من غيرهم على الرغم من شعورهم بالضعف، فعلى الرغم من أن تراجع الصحة يؤدي إلى تراجع معدلات الرضا عن الحياة بين كبار السن، يبدو أن زيادة الشعور بالرضا عن الحياة يأتي لدرء الشعور الخاص بتراجع الصحة البدنية.

أسباب اقتصادية

وفي الدول التي تمر بمرحلة انتقالية، مثل الاتحاد السوفيتي السابق، يتراجع الشعور بالرضا عن الحياة على نحو مطرد مع التقدم في العمر، وهو بوجه عام أقل مقارنة بالدول الغربية.

ومرة أخرى قد تكون هناك أسباب اقتصادية تبرر ذلك حسبما يقول الباحثون. فكبار السن في هذه الدول ليس لديهم نظام يعطي معنى لحياتهم، وفي بعض الحالات لرواتب تقاعدهم و لرعايتهم الصحية.

وفي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يتراجع الشعور بالرضا عن الحياة طوال عمر الشخص، كما ترتفع معدلات التوتر العصبي والقلق.

وقال ديتون “تشير النتائج بما لا يدعو مجالا للشك إلى التجارب الأخيرة التي تمر بها منطقة وكذا الشدائد التي تؤثر على كبار السن.”

وقال ستيبتو إنه في الوقت الذي لا يساوي فيه المال تحقيق السعادة، نجد أن التقدم الاقتصادي يعزز الرفاهية .

وأضاف “يبدو أن الشعور بالصحة يسير جنبا الى جنب مع الرخاء الاقتصادي.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى