هفوات الذاكرة عند المتعلمين قد تؤشر إلى خطر تعرضهم لسكتة دماغية

download (3)

مجلة نبض-BBC:

توصلت إحدى الدراسات التي أجريت في هولندا إلى أن من يعانون مشكلات في الذاكرة وحصلوا على تعليم جامعي قد تتضاعف لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وخلصت الدراسة التي نشرتها جمعية “ستروك” لمواجهة خطر السكتات الدماغية في بريطانيا إلى أن هناك ارتفاعا في حالات الإصابة بالسكتة بنسبة 39 في المئة بين أصحاب التعليم الجامعي، مقارنة بمن حصلوا على مستويات تعليم أقل.
ومن الممكن أن يرجع السبب في ذلك إلى أن الدفاعات الأولى ضد التدهور الإدراكي لدى أصحاب التعليم الجامعي قد أصابها التآكل.
وشملت هذه الدراسة نحو 9 آلاف شخص في مدينة روتردام الهولندية على مدى 20 عاما.
وكانت أعمارهم تتجاوز 55 عاما ويتمتعون جميعا بصحة جيدة.
وفي أحد الاستبيانات، سئل المشاركون في هذه الدراسة إذا ما كانت لديهم أي مشكلات تتعلق بالذاكرة.
وفي عام 2012، وقعت 1134 حالة إصابة بالسكتة الدماغية بين المشاركين في هذه الدراسة.
وبعد تحليل النتائج، توصل الباحثون من جامعة إيرازموس روتردام إلى وجود زيادة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين من كانوا يعانون سابقا هفوات أو ثغرات على مستوى الذاكرة.
إلا أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية جاء بنسب أعلى بين المشاركين في الدراسة ممن كانوا يتمتعون بمستويات تعليم أعلى، وتحديدا ممن حصلوا على مستويات أعلى من التعليم المهني والتدريب الجامعي.
مخزون إدراكي
وقال عرفان إكرام، أستاذ علم الأوبئة العصبية المساعد بجامعة إيرازموس، إن التعليم كان مؤشرا جيدا على قدرة الدماغ على مواجهة القصور المعرفي، كمشكلة الخرف مثلا.
وعادة ما تبنى هذه القدرة، التي تعرف بالمخزون الإدراكي، خلال فترة الطفولة وبدايات مرحلة البلوغ، ويعتقد أنها تحمي من الأضرار التي تصيب الدماغ.
وأضاف إكرام قائلا “يستغرق الدماغ وقتا أطول لدى أصحاب المستويات العليا في التعليم ليعاني الأضرار التي تلحق به ومخاطر حدوث الخرف”.
وتابع قائلا “إلا أنه إذا بدأت هذه الفئة تعاني مشكلات في الذاكرة، فعندها ستكون هذه الآلية قد توقفت عن العمل لديهم. وقد يمثل ذلك مؤشرا على أنهم وصلوا إلى مرحلة متقدمة أصبح خلالها المخزون الإدراكي غير قادر على الموازنة”.
ونتيجة لذلك، يقول إكرام إن مشكلات الذاكرة يمكن أن تكون مؤشرا تحذيريا هاما لدى هذه المجموعة “يعلمنا بضرورة إيلاء قدر أكبر من العناية بهذا الشخص”.
وتحدث السكتة الدماغية نتيجة انسداد في الشريان الذي ينقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الدماغ.
وعند حدوث ذلك، يصبح جزء من الدماغ غير قادر على الحصول على الدم والأكسجين الذي يحتاجه، ومن ثم تواجه الخلايا الدماغية خطر الوفاة.
وتقول جمعية “ستروك” من جانبها إن المشكلات الصحية كالسكر وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول في الدم يمكنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
لذا فإن اتباع نظام صحي والمواظبة على النشاط الحركي والتوقف عن التدخين يمكن أن يقلل من المخاطر الكبرى لحدوث ذلك.
وينصح إكرام بضرورة أن يبدأ الناس في وقت مبكر العناية بصحتهم الدماغية استعدادا للمراحل المتأخرة من حياتهم وذلك لمواجهة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف، مضيفا أن هذه الإجراءات لا تقل أهمية عن الصحة البدنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى