الكيماويات المعطلة للهرمونات تسبب خسائر “بمليارات” الدولارات

sistema-endocrino

مجلة نبض-BBC:

أظهرت مجموعة من الدراسات الحديثة أن المواد الكيماوية الشائعة، التي تعيق عمل الهرمونات، تسبب خسائر بأكثر من 150 مليار يورو (165.4 مليار دولار) سنويا كأضرار للصحة في أوروبا.

وأشارت البيانات إلى التأثير الاقتصادي الكبير للمواد الكيماوية الموجودة في المبيدات والمواد البلاستيكية ومثبطات اللهب.

وقال فريق الدراسة، التي تشرف عليها جامعة نيويورك، إن هذه التقديرات كانت متحفظة.

لكن خبراء حذروا من أن هذه النتائج تمثل “تكهنات مستنيرة”، ودعوا إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

وعرضت هذه البيانات خلال الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء.

ويمكن للمواد الكيماوية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء أن تشبه من الناحية الفيزيائية الهرمونات التي تتحكم بصورة طبيعية في فسيولوجيا الجسم، ولذا فإنها تحاكي وظائفها، ويمكن أن تعيق عمل الهرمونات.

وتؤدي هذه المواد إلى خفض أعداد الحيوانات المنوية وبعض أمراض السرطان وضعف الذكاء والبدانة والإصابة بالسكري، وتتركز المخاوف الرئيسية بتأثيرها خلال مراحل النمو المبكرة.

وأكد القائمون على الدراسة بأن الحد من التعرض لهذه المواد سيكون له فوائد كبيرة.

“عدم يقين”

وحظر الاتحاد الأوروبي مادة ثنائي الفينول “bisphenol A” المستخدمة في تصنيع زجاجات ولعب الأطفال، وهذه المادة من أشهر الكيماويات التي تعيق عمل الهرمونات.

لكن المفوضية الأوروبية قالت إن العلاقة بين المواد الكيماوية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء ليست واضحة، ودعت إلى إجراء المزيد من الدراسات التفصيلية.

وهناك العديد من الحالات المرتبطة بالكيماويات المسببة لاضطرابات الغدد الصماء تتأثر أيضا بمجموعة أخرى واسعة من العوامل البيئية. ويؤكد بعض العلماء أن مستويات المواد الكيماوية الموجودة في البيئة ليست كبيرة بصورة كافية للتأثير على الصحة.

وأقر فريق البحث بأن هناك “حالة من عدم اليقين”، واستعان بأساليب تستخدمها اللجنة الدولية للتغير المناخي للموازنة بين حالات عدم اليقين وحجم التأثير المحتمل لهذه المواد الكيماوية.

وبحسب النماذج الحسابية لفريق البحث، فإن التكاليف الناجمة عن هذه الكيماويات الأكثر احتمالا على مستوى الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي تبلغ 157 مليار يورو (173 مليار دولار) سنويا، لكنها قد تكون أكبر من ذلك بكثير، وهذه التكلفة تعادل 1.2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في أوروبا.

وشملت هذه القيمة تكاليف الرعاية الصحية وكذلك الخسائر الاقتصادية المحتملة.

وكان التأثير الاقتصادي الكبير للكيماويات الموجودة في المبيدات الحشرية (120 مليار يورو)، ثم المواد الكيماوية الموجودة في المواد البلاستيكية (26 مليار يورو) ومثبطات اللهب (تسعة مليارات يورو).

وقال الدكتور ليوناردو تراساند، وهو طبيب أطفال في كلية الطب جامعة نيويورك لبي بي سي “هذه النتائج تشير إلى أن وضع نظم لاستخدام المواد الكيماوية التي تسبب اضطرابات في الغدد الصماء يمكن أن يؤدي إلى فائدة اقتصادية كبيرة ستكون أقل من تكلفة تنفيذ بدائل أكثر أمانا وتحقيق فوائد اقتصادية صافية.

وأضاف “بصورة واضحة، نحتاج لمزيد من الأبحاث، لكن هناك احتمال بأكثر من 99 في المئة من أن هذه المواد الكيماوية تساهم في الإصابة بالأمراض.”

وقال البروفيسور ريتشارد شارب من وحدة العلوم التناسلية التابعة لمجلس الأبحاث الطبي في بريطانيا ومقرها في ادنبره في تصريح لبي بي سي إنه يتفق مع رأي الباحثين بأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال.

لكنه حذر من أن “معظم محتوى هذه المنشورات هي تفسير وتكهنات مستنيرة، ولا يجب علينا أن نتجاهل ذلك”.

وأضاف “ما يقلقني بشأن هذا التوجه هو أنه بالرغم من أنه قد يساعد في تركيز الاهتمام حول الحاجة لمزيد من الأبحاث لتوضيح الكم الهائل من حالات الغموض في هذه المجالات، فإن هذه التقديرات الافتراضية للغاية أصبحت ينظر إليها بصورة حتمية وتقدم على أنها دامغة للغاية أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى