تجارب لقاح فيروس أمراض الجهاز التنفسي للرضع “تبشر بالأمل”

150816135801_baby_lung_virus_640x360_bbc_nocredit

مجلة نبض-BBC:

قال باحثون إن التجارب الأولى التي أجريت على الإنسان بشأن لقاح جديد لمكافحة الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بأمراض خطيرة عند الرضع أثبتت نجاحا.

ويصيب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي ثلثي الأطفال الرضع في العام الأول من ولادتهم، كما يعتبر من الأسباب الرئيسية وراء دخول هؤلاء الأطفال إلى المستشفى في بريطانيا.

وأظهرت نتائج التجارب الأولى التي استخدمت فيروسا غير ضار نتائج واعدة بالنسبة إلى البالغين.

وقال خبراء إنه على الرغم من عدم التوصل إلى نتائج نهائية قبل سنوات، فإن هناك حاجة ملحة للقاح يكافح فيروس الجهاز التنفسي المخلوي.

ويشكل هذا الفيروس خطورة على وجه الخصوص بالنسبة إلى الأطفال المبتسرين أو من يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.

كما يسبب الفيروس أمراضا شديدة عند الرضع المولودين أصحاء، كما أنه مسؤول عن دخول طفل من بين كل ستة أطفال إلى المستشفى في فصل الشتاء.

وفي الدول النامية يحتل الفيروس المرتبة الثانية بعد مرض الملاريا كأحد الأمراض المهلكة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة.

ولطالما كانت هناك حاجة للقاح، لكن التجارب التي أجريت في ستينيات القرن الماضي تعطلت بعد أن ظهرت ردود فعل شديدة على الأطفال المحصنين عندما واجهوا الإصابة بالعدوى.

واستغرق العلماء وقتا طويلا لتفسير الخطأ الذي حدث، كما فشلت نماذج لقاحات أخرى بمرور السنين لإنتاج مناعة كافية.

معدل وراثيا

وطورت اللقاح الأخير واختبرته منشأة “ريثيرا” للتكنولوجيا الحيوية والتي استخدمت الهندسة الوراثية لتضليل جهاز المناعة وجعله يعتقد أنه يواجه فيروس الجهاز التنفسي المخلوي.

وهذه التكنولوجيا المعروفة “بناقلات الفيروسات” هي نفسها التي تستخدم في لقاحات جديدة لمكافحة فيروس إيبولا.

وتحتوي التكنولوجيا على فيروس غير ضار يمكنه أن يسبب المرض وقد عُدِّلَ لتوليد بعض بروتينات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي على سطحها، حسبما ذكرت دورية “علم الطب التحويلي”.

وأجرى علماء من مجموعة أبحاث لقاحات مكافحة الفيروسات في جامعة أوكسفورد اختبارات على نوعين من الفيروسات المختارة شملت 42 متطوعا من البالغين، إحداها استخدم فيروس البرد للشامبانزي والذي لم يستخدم من قبل على البشر، والآخر فيروس جدري غير ضار.

وأظهرت الاختبارات التي أجريت عن طريق رشاش الأنف والحقن أن اللقاحات آمنة وأدت إلى استجابة مناعية.

وهذه هي المرحلة الأولى للتجارب منذ سنوات.

“بيانات مشجعة”

ويستعد فريق الباحثين لإجراء تجارب للقاح آخر باستخدام نفس التكنولوجيا المصممة خصيصا للاستخدام على الأطفال.

وتجرى حاليا عمليات تطوير لأنواع أخرى من لقاحات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، كما أعلن باحثون أمريكيون مؤخرا نتائج إيجابية لتجارب على البالغين.

وقال كريستوفر غرين، المشرف على الدراسة وزميل البحوث السريرية بجامعة أوكسفورد، إن الشيء المثير على وجه الخصوص لتكنولوجيا ناقلات الفيروسات التي استخدمت في تجاربهم هو أن نفس اللقاحات، من بينها تلك المتعلقة بالملاريا، استخدمت بنجاح على الأطفال.

وقال غرين إن “البيانات مشجعة. نتائج هذه التجارب ذات دلالة إيجابية بأن مكافحة فيروس الجهاز التنفسي المخلوي قابلة للتحقيق”.

وقال تشارلي ويلر، بمؤسسة “ويلكوم تراست”، إن النتائج “واعدة للغاية”.

وأضاف قائلا إن “الخطوات التالية ستكون مفتاحا لتحديد ما إذا كانت الاستجابة المناعية التي يحفزها هذا اللقاح فعالة لتوفير الحماية من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، لاسيما في الصغار جدا والكبار جدا، الأكثر عرضة لخطر العدوى”.

وقال ديفيد إيليمان، خبير المناعة بالكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل :”فيروس الجهاز التنفسي المخلوي يعتبر دوما عدوى مهمة ومن الفيروسيات التي تحتاج إلى لقاح لمكافحتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى