أين أجد ذلك ؟

الكاتب : زكي غالي

من الرياض من قلب العاصمة الحبيبة حيث الحضارة بسلبياتها وإيجابياتها, تدور عجلاتها على طريق سريع بلا توقف ,والعمران الذي لا يستريح والعمل فيها لا ينقضي ليلا أو نهارا, قضيت فيها شهراً كاملا من فترة تدريبي خرجت منه بثقافة جديدة لم أعهدها من قبل, في مجتمعي السابق الذي طالما نظرت إليه نظرة تقدير .

هذه الثقافة هي ثقافة روح الفريق و العمل الجماعي, الذي يجعل منك ضلعا من أضلاع  كيان ما لا يستقيم إلا بوجودك, ليعطيك ذلك دافعا آخر لأداء الواجب على أكمل وجه ممكن, ولتأخذ من هذه المنظومة العملية إحساسا بأهميتك كفرد في مجموعة لا تتصرف أنت فيها إلابمعلومتيها ولا تتصرف المجموعة إلا بعد استشارتك, فلقد عملت من قبل في مستشفيات أخرى لم أجد فيها ولو نصف ما لقيت من الأهمية هناك كطبيب امتياز, فرأيك مسموع وعملك لا يؤديه إلا أنت ولا تدور العجلة إلا بوجودك .

 فالمرء عندما يستشعر تلك المسؤولية أمام الله أولا ثم أمام الآخرين من زملاء المهنة, لا شك أنه سوف يؤدي عمله ويصبح إنسانا منتجا في مجاله, أما إن كان مهمشا ! لا يعطى حقه من التدريب ولا يكون هناك فارق بين وجوده أو عدمه, فلربما لن يصبح ذا شأن, و لن يتحمل المسؤولية يوما ما عندما يوضع أمام مواقف تحتاج منه إلى قرار يترتب عليه حياة روح أو موتها .

وللخروج بتلك النظرة يجب على الطبيب أن يختار أماكن تدريبه بعناية, لكي لا يساوره الندم مستقبلا فالغد القريب ينتظرنا بشوق و الأمل يحدوه بأن نكون من أهله, لنعمره جداً وعملاً وإخلاصاً ونجاحاً يقودنا إلى مستقبل يصبو إليه ماضينا .

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى