حبر و ورق

الكاتب: نايف العتيبي

توضع الأنظمة والقوانين مشاريع سير العمل وجودة المضمون, انتاجية الموظفين ومراقبة المصلحين ومعاقبة المقصرين, كميّات هائلة من العمليات الورقية التي لايمكن حصرها وان ( فرفرت ) عليها تجد انها لا يأتيها الباطل لا من قريب ولا من بعيد – حسب المطبّق حالياً من ضمنياتها – وماهيَ الا قرارات وحيثيات قام بها من تكفّل بالعمل عليها بكامل خبرته الورقية غير التطبيقية, استناداً لمتطلبات ضرورية من أجل حياة أفضل ومجتمع أفضل وتطوّر أفضل, ومن ثم تفعيلها من قبل العاملين كباراً وصغاراً ابتداءً من رئيس لجنة تنفيذية وانتهاءً بعامل النظافة, منظومة كاملة – والكمال لله تعالى – يراد بها رسمياً الاعتلاء بمصاف التقدّم من غير تقليد أعمى و تطبيق ناقص .

كلمات جميلة مُهذبة عملياً تنتظر الدور في ادراجها لواقع, حتى لا يصرخ الاصلاح القسري مطالباً با أدنى حقوقه وهوَ تعليمٌ مُفيد وليس تعليم مُتدهور, تصرخ الأصوات وتتعالى الحناجر بالمطالبة برحيل فلان وتنحيّة علّان, هل كان الحقّ تخريباً ؟ والعمل على صقل التدريب والتعليم حُلماً, أرى أن جميع الامكانيات متوّفرة ولله الحمد في بلدنا ووطننا المعطاء, والدليل على ذلك بسيط وينقض أي عذر واهي, انظر الى التباين الجليّ بين هُنا وهناك لما يحظى هؤلاء بنعيم التطبيق خلف ادارة ممتازة ونقبع نحن بجحيم السكوت بانتظار صدقة ( ضرورة ), أو أن المنصب أصبح بالوقت الحالي تشريفاً بغير تكليف, مماطلة في ضوء بيروقراطية غير رسمية مبنية على سننظر في ذلك و انت ابدأ بغناء ( ياليل ما اطولك ) .

في زمن التغيير سينتفش ريش الحقيقة ليستخرج الصبر القديم, أظن أن صمتنا كان لنشئتنا وتربيتنا على (للأمام سر) لنظرة تخيلية وضعت تأسيسياً في حياتنا, وهو أن أقصى ماتصل اليه يقف عند حدود تجبّر من شخص مسؤول لا مسؤول, فانت تبني وتضع لك روحيّة الشباب ونشاط الابداع والأهم من ذلك مستقبل أفضل تجد فيه ضالة صبرك, وتجد معمعة مُصطنعة وحجر عثر يهدم على رأسك أمر خيرك, ويهديك بابتسامة صفراء كل شرّك .

أضربه مثالاً وأطلبكم تطبيقه ولو لمرة, تفضل بقراءة التعليمات والمنشورات لأي عمل في مجتمعنا التعليمي, ستجد أموراً عظيمة تكفل حقك بكل قوّة واستيفاء تام لجميع متطلباتك اتجاه تعليمك وابداعك, بل تتفاجئ بكميّة الاهتمام المُولى لحضرتك مما يدفعك لضحكة هستيرية تسأل بكل براءة أين كُل هذا ؟ حرف صدق وحرف اهتمام , عبارات تضرب من حديد وتوجيهات مُرشدة تخبرك بان حياتك من عيد الى عيد , ولكنّك تستوعب في نهاية القراءة انهُ حبر على ورق, وترجع الى واقعك لتستمر معاناة القلق ومحاربة الأرق, الربيع الطبّي أمَا حَان الأوان .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. بورك طرحك ايها المبادر بلا وربي إنه قد حان .
    لك ودي واسمح لي ان ارفع القبعه لك سيدي
    دمت بحفظ المولى .
    “في زمن التغيير سينتفش ريش الحقيقة ليستخرج الصبر القديم”
    من اجمل ماقرأت


  2. يعطيك العافية يا نايف وكلامك بالصميم , راق لي فكرك
    وسلمت يمينك على هذا الطرح الفاخر .
    متابع لك

  3. /
    هتان الصبحي
    الأجمل مرورك وتعقييبك أخي الكريم
    شكراً جزيلاً .. = )
    /
    خالد الذيابي
    الله يعافيك .. يشرفني ذلك
    شكراً لمرورك وردّك
    وفقـك الباري .. = )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى