يوم الوطن واليابانيون ونحن !
الكاتب: عبدالله الدعيس
كنت اليوم في لقاء جمعنا كشباب للمدينة مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة, أعلن سموه في آخر اللقاء عن مفاجأة إنشاء مدينة بمساحة مليون متر مربع لشباب المدينة بحيث تكون ترفيهية وثقافية تلبي احتياجات الشباب وتنفس عن ضغوطهم وتستثمر طاقاتهم.
لا أخفيكم أعزائي أنني كنت أحلم منذ زمن لمنح الشباب فرصة لتفريغ طاقاتهم ووضعها في معادلة تتحول فيها إلى شيء إيجابي ملموس أو على أقل تقدير سد كل طريق يؤدي إلى نتيجة مرعبة.
ما نشاهده في كل سبتمبر من كل سنة في احتفاليات أيام الوطن يجعلنا نصدم بواقع مزعج, على الرغم من أن الفرحة يجب أن تطغى في يوم مثل هذا.
في مثل هذا اليوم تتجمع جميع الطاقات و“الحماسات”, يتنافس الشباب “الكوول” في تزيين أنفسهم بطرق لا أحب الحديث عنها. تلك الطاقات والتي كنت شخصيا كما الكثير من محبي الوطن أن نراها تتحول إلى خدمة جليلة للوطن الذي قدم الكثير. للأسف أننا نجد العكس تماما عن ما نجده في بلدان متقدمة كما قرأت أن اليابانيين يحتفلون بهذا اليوم بالذهاب إلى أعمالهم تطوعا..لا يرجون جزاءا ولا شكورا.
أعلم أن ثمة فروقات ما بين مجتمع أول دولة صناعية في العالم عن مجتمع أكثر دولة منتجة للنفط في العالم, ولست أشك لوهلة أننا بحاجة إلى سنوات تتجاوز أصابع اليد بمراحل للوصول إلى ثقافة شعب الإمبراطورية اليابانية. بيد أننا قد نتفق في المبدأ بأن الإنجاز هو ما يريده الوطن, سواء وطننا أو وطن الأسيويين الأذكياء, مع الأخذ بعين الاعتبار أن تعلقنا بوطننا يتجاوز ذلك لما فيه من خصائص تعلمونها جميعكم.
أتساءل هنا, ماذا يستفيد الوطن عندما يصبغ شاب وجهه باللون “الأخضر والأبيض” ثم يذهب ليترك مخلفاته في ذات المكان الذي كان يحتفل به, وكيف سيبرر لنفسه إذا ما كان سببا لإغلاق الطريق أمام شخص بحاجة الذهاب إلى المستشفى.
رأيت بالفعل في اقتراح سمو الأمير قرارا صائبا سيوجه جموع الشباب إلى ذلك المكان ليتم من خلاله الاحتفال بطريقة تليق بالوطن وبيوم الوطن, دون أن يتذمر منه كائنًا من كان. هناك سينفس الشباب عن طاقاته وستظهر أثار الحماس لهذا اليوم بأسلوب حضاري.
خاتمة:
دامت مسيرتك يا وطن . . إلى القمم