الأخطاء الطبية شائعة حقيقية
الكاتب: زكي غالي
الأخطاء الطبية شائعة متحققة, أنجبتها الأيدي العاملة في المجال الطبي بقصد أو بدون قصد لتتحول بعد ذلك إلى “حقيقة عمياء“ تتلقفها أقلام الصحافة المنتظرة لها بكل لهفة وشغف, فما يقولونه من أن غلطة الطبيب بمأساة كارثية لروح بريئة أتت تبحث عن يد العون الممدودة لتجد نفسها أقرب إلى بارئها فهو صحيح و لا مشكك في ذلك.
ومع تزايد ردود الأفعال المتشنجة وانحصارها, بانحيازية تامة لرأي واحد أو بالأحرى لـ “إعلان مدفوع” فقد أصبحت هذه المسالة تستحق من كل شريف محايد ونزيه مناضل عن مهنته القلق حيال ذلك, و إعادة النظر بالحسابات المجمدة من المعلومات الطبية وعدم إهمال المستجد منها لعمل اللازم, واجتناب غير اللازم أو بالأصح “القاتل“ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التشويه العاطفي, وبيان حقيقة الأخطاء وأنها شر لا مفر منها.
فما يطلبه الطبيب المخلص هو الإنصاف واستصدار الأحكام, من مصادرها الرسمية بعد السماع لكلا الطرفين للتبيان, و إدخال المعلومات الموجودة في ميزان العدل القضائي ليأخذ كل ذي حق حقه من حسن الجزاء أو بؤسه, على حسب عمل العامل إن خيرًا فخير وان شرًا فشر, فما يقوم به بعض المحسوبين على الصحافة هو تشهير مدفوع لمنافع شخصية أو مبالغ نقدية يعود نفعها لصرحه الإعلامي, فلذلك يجدر بأي طبيب يأخذ بزمام أمور صحفية أن يوعّي الناس بأسباب الأخطاء الطبيبة وتصنيفاتها وتعريف الفرق بينها وبين المضاعفات المرضية التي قد تحدث لأي شخص بأي زمان أو مكان.
قال سبحانه وتعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”