هموم المثقفة السعودية وخارطة الطريق
في الواقع لم أعد مشدوهة تجاه النحو الذي ستتكشل عليه خارطة الثقافة السعودية في الوقت الحالي ودور المثقفة السعودية، إذ أنه لا ينتظر منّا أقوالاً وتصريحات، بل أفعالاً حقيقية نبادر من خلالها إلى رفع مستوى الوعي بالوطن ومستوى المثقف العادي المهموم بتسديد فواتيره الباهظة وتوفير لقمة عيش كريمة له ولأبنائه. نحن يجب ويجب بقوة أن نعترف أننا جزء لا ينفصل عن العالم، ولسنا بمعزل عمّا يدور فيه من تغيّرات خطيرة. الخريطة العربية تتغير كل لحظة فكيف يتأتى لنا في هذه اللحظة أن نغلق آذاننا ونسد أعيننا عما يدور هنا وهناك. هذا ينسف بالكامل فكرة “الخصوصية” التي كانت تحوم حولنا ويتمسك بها البعض ظنّاً منهم أنها طوق نجاة أو درع واق يكفل لنا حماية ضد أي موجات تغريبية أو تشريقية! كل ما يحدث منذ مطلع عام 2011م يشهد على أن حرية الرأي والتعبير هي المعول الذي به فقط نستطيع الخروج بفكر منسجم دون تشجنات يقارب بين التيارات الفكرية المختلفة والمتضاربة، وبين وجهات النظر والرؤى، كما أنه سيكشف فيما لو عُمل به عن النوايا الداخلية وراء أي توجه جديد أو أيدلوجية مُرضية لكافة الأطراف.
أقصد بذلك أن الدخلاء على الفكر يشوّهون المشروع الأساسي الذي نعمل به والهدف الذي نسعى إليه، ولهم في ذلك مآرب أخرى. من جانبي يشغلني حالياً ما يدور حولي على المستويين الداخلي والخارجي، وأحسبه يشغل كل مثقف ينظر حوله ليرى الأشياء تتحرك في سرعة عجيبة كهبوب الرياح لا يبقي ولا يذر، لكنها قد تعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي والأشياء إلى أماكنها الأصلية فلا يبقى إلاّ ما يستحق البقاء. أتطلّع لنشر مشهد مشرق للفكر في البلاد عن طريق تقديم نفسي وأعمالي بصورة نقية وضّاءة تقف في ملتقى طرق لتجعل منها نقطة بداية إنطلاقة لمشروع مغاير هو نهضة المرأة والرجل معاً على كل الأصعدة. ولتحقيق ذلك عملت أولاً على تصفية ذهني من الأنانية والتمحور المنغلق داخل دائرة ضيقة لا تمس هموم الواقع المعاش ولا تقدم له أطروحات إيجابية بأي شكل من الأشكال، بل تزيد الأمر تعقيداً حين نتفرغ للترهات والمعارك الصغيرة ونتجاهل معاركنا الكبرى. لذا أرجو “منّا” وضع حد ونهاية لملف الصراع الوهمي مع الرجل، أدعو المرأة الكاتبة للتوقف عن الرثاء لذاتها ولوضعها الإجتماعي ليس لأنه بات في مكانة أفضل وأرفع في الوقت الراهن، ولكن لأنها هي وحدها القادرة على صنع تاريخ مستنير لها ولبنات جيلها، فلتكف عن العويل الذي لا طائل من ورائه سوى الرجوع للخلف بغية توسل ذراع الشفقة، وهي بذلك تُساهم في تأخرها وتساهم أيضاً في تسليم راية التغيير لرجل قد لا يكون مؤهلاً لذلك.
فلنعد العدّة لنتغير نحن أولاً في احترامنا لذواتنا وتقديرها بالشكل اللائق بعيداً عن غرور حارق أو تنازل هدّام. على المرأة الآن التصالح مع نفسها ومع الأخريات اللواتي يجب أن يشكلن معها وحدة صف ووحدة خطاب، فالسبب المؤلم وراء عدم تحقيقنا لأي نجاح هو في عدم وجود مطالب موحدة للمرأة، هي مزعزعة الرأي بين موافقة ومعارضة، وبين مدركة لدورها وأخرى لا تؤمن به مطلقاً، والعجيب أكثر أن غير الملتزمات بقضايا المجتمع يخضن المعارك الصغيرة لمجرد بلبلة الرأي أو للفت النظر تحت راية أنهن مُصلحات.
في الواقع انشغلنا بنظرة المجتمع لنا من جميع النواحي عن تطوير انفسنا حتى اصبحت من اكبر همومنا المرأه والرجل والمقارنات اللامنتهيه…. مقالك عزيزتي … هو نظره تفاؤليه ايجابيه نبحث عنها …. مقالك زادنا تشريفا فمرحبا بك : )
/
الايجابيّة الجمة في طَرح الموضوع .. ورغبتك الشديدة سيّدتي
يعكس مدى حساسية االموضوع واهميته بالنسبة لحدود الوعي
بين افراد المجتمع بغض النظر عن تحديد الجنس بالدرجة الاولى
رجلاً كان او امرأة
التَكافل الاجتماعي وسرد الاراء المُنشأة من فكرة تستند عليها كُل قوائم
حياتنا وملتزمة بتشريعنا العادل .. هوَ ما اكدته احرفك هُنا ..
وان كان الكَلم بالدرجة الاولى موجه للمرأة وكيفية توجيهها
بخارطة طريق رائعة , وثابتة المَلامح .. فهوّ ايضا يستفيد منهً
آدم في صُنع القرار المُتعاون السليم لمافيه المصلحة العامة
احرف تُحاك بخيوط الذهب .. شكراً لكِ
ولتشريفك لنا بهذا المقَال الفذ .. وتشجيعنا
بكل ما اوتيتِ من قوّة حرف ..
دمتِ هكذا رَحِبة
= )
مقاله رائعه جدا وكل ما ذكر فيها صحيح وبصراحه حبيت “أولاً على تصفية ذهني من الأنانية والتمحور المنغلق داخل دائرة ضيقة لا تمس هموم الواقع المعاش ولا تقدم له أطروحات إيجابية بأي شكل من الأشكال، بل تزيد الأمر تعقيداً حين نتفرغ للترهات والمعارك الصغيرة ”
مثل ما يقولو جبتيها علجرح اتمنى لك التوفيق والرفعه وانا من اوائل الناس الي حتسمع كلامك
مقالك رائع بمعني الكلمه واجد انه يضع النقاط على الحروف بعد مابقينا وقتا طويلا لنجدها واتمني ان نجني ثمار هذا المقال بالمستقبل القريب جدا لاننا اصبحا في مجدمع همه الاول والاخير الحرب بين المرأه والرجل والتصنيف اصبحنا نشعر بمراره العزل بين مكونين اساسيا للمجتمع ولحضاره انسانيه
استمري بمثل هذه المقالات وساكون انا ومن تستطيع ان ترتقي بنفسها ومجتمعها من المؤيدين لك واسال الله للي ولك التوفيق