الخطوة القادمة..(انتظار)
الكاتب: عبدالله الدعيس
كعادتي في تعاملي مع القلم, اشتاق اليه رغم انه امامي على مدار السنة, أكتب مرة وأنقطع مرات فأعود لأشتاق لتلك الحروف العربية أيما اشتياق. افقتد الى الاحترافية في الانتظام على “ريذم” موحد لأبعد الحدود, افتقادي الى الاحترافية يفوق بمراحل افتقاد اللاعبين السعوديين لها. دعوني اتعذر هذه المرة بأعذار لعلي اجد في انفس وريقاتي منها رحمة ورأفة بحالي, لم أتركها رغبة مني ورب الكعبة, وإنما الجلوس على مقعد الكتابة يحتاج إلى “مزاج عالي“, أجزم انه يفوق “مزاجات” الدندنة لأنغام الست أو الجلوس على كأسا من “الشاهي“.
وحتى أكون صريحا مع نفسي قبل أن أكون كذلك معك عزيزي القارئ, فإنني لا أضمن ماذا سيفعل بي “الطب” ايضا, لذلك لا وعود لمستقبل كاتب على طراز نادر يقارع العقاد او طه حسين أو حتى شعبان عبدالرحيم!
دعوني إذا اجعلها موهبة لا أقل من ذلك ولا أكثر, أو كاتب “هاوي” إن صح التعبير, فلا الوقت أصبحت أمتلكه ولا “المزاج” أصبح يساعدني حتى أزخرف تلك الوريقات بكلمات أعتبرها ذهبية ولا أعلم ماذا تعتبرونها.
وبعيدا عن مقدماتي “الخنفشارية“, فإن الجميع يتحدثون عن انبهارهم بتطور الغرب, وأتحدث في كل مكان عن انبهاري أنا الأخر لما وصلوا إليه ويصلون, فيما ينهى آخرون عن هذا الفعل اعتقادا منهم أن الانبهار بالكفرة هو إتباعا لهم.
لن أشكل موقفا عدائيا مع أي من الطرفين أو حتى مع نفسي, ولن أتعمق لتحليل الخسائر الفادحة الناتجة من هذه الحرب بل سأتحدث عنها من صورة أخرى تحوم حول أنني ما بين الرأيين أرى دائرة اتفاق كبيرة تشكلت من واقع عربي أليم, أو أنها نتجت من نفوس محطمة. أما الدائرة عزيزي العربي فإنها محصلة لاختلاف الطرفين, وهي أن كلاهما اتخذ موقفا سلبيا أمام التقدم الغربي المهول, على الرغم من أن الطرف الأول يدعي التحضر, إلا انه لم يستفد من انبهاره سوى أن يكون مستهلكا فقط. أما الطرف الذي يرى في نفسه انتماءا منقطع النظير للإسلام ويدعي تسخيره لجميع خدماته وطاقاته لخدمة الدين فقط وعداء كل من يخالف الدين وأهله.هذا الطرف لم يتخلص هو الأخر بعدائيته هذه من أن يكون مستهلكا فقط أيضا. أقول أن هذا الطرف أيضا لم يوفق البتة في بعض ما كان يصبو إليه, ذلك أنه استخدم جميع طاقاته لمجابهة المنبهرين ولم يستطع أن يحول انبهارهم للغرب إلى انبهار لعمل إسلامي نادر مثلا.
يتقاتل الجميع في كل صغيرة وكبيرة, يتحاورون في القنوات الفضائية, حتى اليوتيوب لم يسلم من حلقات انفتاحية أو أخرى متشددة حتى في “تويتر” فاحت دماء هذه الحرب, حرب ضروس لا هوادة فيها مستمرة لسنين وسنين تميزت بخسائر كثيرة تعطي كلها انطباعا واحدا عن المسلمين لدى الغرب أجزم أنكم تعرفونه كما تعرفون أبائكم.
ما يزيد الطين “طينا” أن كل واحد منهما يجزم على أن فكرته هي الفكرة القويمة وأن رشده هو الرشد, وأصبح التهجم على المضاد أمر نشاهده ونسمعه كما نشاهد في كل صباح إشراق الشمس وكما اعتدنا على مشاهدة الزحام في جميع شوارع “جدة”.
أعزائي, التغيير لا يتضمن بأي شكل من الأشكال على “الهمجية“, كل ما يحتاجه المتشددون والمنبهرون هو ثقافة “take a step forward“
خطوة واحدة للأمام كفيلة بحل أزمة المتشددين في “انصهار” “الليبراليين” مع الغرب كما أنها كفيلة في جعل المتشددين أكثر ليونة مع الليبراليين عندما يشاهدون الأعمال السامية التي تخدم الإسلام وتجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
أعلم كما تعلمون أن الجميع يتمنى أن تزدهر هذه المنطقة, أو أن يكون كل شخص فيها مثقف ثقافة كافية تجعل الوضع أفضل, هذه الخطوة التي كنا ومازلنا ننتظرها والتي لن نيأس ونحن ننتظرها ستغير كثيرا من وجه الكرة الأرضية, سوف تجعل التاريخ أكثر إشراقا وستجعل أبناء المنطقة المسلمة أكثر عزة وأنفة حتى عندما يذهبون إلى أي مكان أخر. تخيلوا معي فقط أن ينبهر “الأمريكان” بنا كما نفعل نحن تجاه اليابان,,
فمتى يا قومي تعلمون!!