مجلة نبض (التثقيف الطبي): التقت مجلة نبض أ.د. أسامة أمين أستاذ جراحة العظام والكسور وجراحة العمود الفقري من كلية طب جامعة القصيم، وقد دار الحوار حول الاصابات الرياضية، أنواعها وأثرها، وبين من خلاله معنى “الإصابات الرياضية ” بقوله: هي الإصابات التي تحدث خلال الأنشطة الرياضية أو ممارسة الرياضة، ويمكن توسيع ذلك ليشمل الإصابات التي تؤثر على المشاركة في الألعاب والتمارين الرياضية والتي تؤثر على الرياضيين من جميع الأعمار وجميع مستويات الأداء
وأوضح بأنها تختلف باختلاف نوعية الرياضة ومستوى المشاركة، فعلى سبيل المثال فإن70 % من العدائين يتأثرون بسبب الإصابة في الطرف السفلي خلال حياتهم المهنية والسبب في الغالب هو الاستخدام المفرط للجزء المصاب، وعند لاعبي كرة القدم فإن الخطورة العالية من الصدمة تكمن في الكاحل أو إصابات فى الركبة بسبب العرقلة.وفي دراسة عملية ثبت أن نسبة وقوع الإصابات في كرة القدم يحصل بمعدل 15-20% إصابة لكل ألف ساعة نشاط، وفقا لأعلى خطر أثناء المباريات.
وتكمن المشكلة في إدراك أهمية الرعاية الوقائية للمنع من إصابات الملاعب في المرضى الذين يسعون إلى عناية طبية في عيادات الإصابات الرياضية والتي تمثل أطيافا من كبار الرياضيين المحترفين والممارسين للرياضة الترفيهية. و على الرغم من أنه يمكن لنا أن نحدد آلية الإصابة و تشريح الإصابة في تحديد التشخيص، إلا أن عواقبها قد تختلف بالنسبة للرياضيين.
وبين بأن الحياة المهنية قد تتأثر أيضا فإذا كنت لاعبا محترفا، فإن احتمالية خسارة المكاسب وفقدان العقد الخاص بك، وبالتالي حياتك المهنية. وإذا كنت مديرا لناد قد تعني إصابة لاعب فقدانه في وقت حاسم، ناهيك عن التكاليف المالية المحتملة للاعب بديل. أما إذا كنت طبيب الفريق، أو عضو فريق العلاج الطبيعي ،أو مدرب اللياقة البدنية أو المدرب، فمن المهم أن تعرف كيف ستؤثر الإصابة في خطط التدريب للاعبين والبرامج الغذائية والمادية المستمرة في التدريب لهؤلاء اللاعبين المصابين
أما إذا كنت الطبيب المسؤول عن الفريق، فإنه يعني ذلك الحاجة إلى إقناع ليس اللاعب فقط ولكن أيضا العاملين في النادي و النوادي الأخرى أن الوضع لديك تحت السيطرة، ومن جانب آخر فإن عودة اللاعب المبكرة من الإصابة قد تعني أنك تواجه خطر الانتكاسة أو المزيد من الإصابات.
وقد يكون من الضروري لصغار الرياضيين في محاولتهم لإثبات ذاتهم ووجودهم في رياضتهم معرفة ماهية الإصابات الرياضية والتى قد تؤثر في طموحاته وطموحات أسرته بمشاركته الرياضية.
وكذلك الأمر مع الرياضة الترفيهية، فقد تعني الإصابات العادية فقدان الأنشطة البدنية والاجتماعية وبالتالي مشاكل الصحة العامة ؛ مثل ارتفاع ضغط الدم والسيطرة على الأنسولين ومشاكل أسفل الظهر.
ليس هذا فقط ولكن معرفتنا لأنواع الإصابة وطرق حدوثها ينسحب علي الأناس العاديين حيث أن الإصابة في الكتف مثلا قد تسبب صعوبات لعامل البناء أو السباك أو آخرين مع أعمالهم التجارية الخاصة وأيضا يندرج تحت ذلك إثارة المخاوف بشأن سلامة ضباط الشرطة أو رجال الإطفاء.
والمهم هنا أن نؤكد على أهمية الرياضة والتمارين الرياضية والنتائج المترتبة على الإصابة عند كل من يقدم العلاج والمشورة.
والخيارات المقترحة للتعافي السريع من الإصابة تتلخص في الاستشارات المبنية على الأدلة والمعايير لتعريف وتشخيص الإصابة، واستخدام تقنيات فحص موثوق بها والنظر في مستوى اللياقة البدنية للمريض ومستوى تأهيله. لذلك يجب الاعتراف بأن عدم وجود المعرفة الخاصة بالطب الرياضي تستوجب إحالة المريض لشخص ما قد يعرف أكثر من جهة الإصابات الرياضية. ويجب أن يدرك الطبيب هذه التغيرات والتطورات التي قد تحدث في مجال الطب الرياضي والاختلافات الثقافية الموجودة في إدارة هذه الإصابات. إلا أنة ليس منها الراحة التامة، ونادرا ما يتم تحفيز الرياضي للعودة مبكرا” الي رياضته والتي قد تكون غير حكيمة لأن تأثيرها ضار على قوة الأنسجة والشد واللياقة البدنية العامة.
إلا أنه في المجتمعات التي تنتشر فيها السمنة كظاهرة وهشاشة العظام وانخفاض عام في اللياقة البدنية بسبب عدم النشاط، فإن ممارسة رياضة المشي تعتبر وسيلة فعالة في الحفاظ على الأفراد لائقين وبصحة جيدة.
و ختم كلامه بهذه الخلاصة: إن الواجب علينا كرياضيين وإداريين وعاملين في المجال الطبي على حد سواء تثقيف أنفسنا عن مبادئ ممارسة أساليب التدريب ، وتحسين فهمنا للمطالب والأثر الناجم عن مختلف الألعاب الرياضية وبالتالي يمكن لذلك أن يقلل من الإصابات أو على أقل احتمال يوفر للرياضيين المصابين برنامج فردي خاص للرعاية بهم على أساس المفاهيم الحديثة عن الطب الرياضي.