الكاتبة: مَنال العتيبي
في مرحلة مهمة من حياتك تجد نفسك في حيرة, بين عدة طرق أيّهم ستسلك حتى وإن اتخذت القرار مسبقا ففي هذه المرحلة, ستحدثك نفسك فيه مرارا وتكرارا حتى تعزم على تغييره ثم استرجاعه وهكذا, ينطبق الوصف أعلاه على مرحلة ما قبل التخرج لطلاب الطب في سنتهم الأخيرة, العديد من المهام تنتظر لإنجازها والعديد من الأفكار والأمور المستقبلية والمصيرية, تنتظر قرار حاسم وجازم لحلها التفكير في التخصص وكيفية اختياره, هل يناسبني أو لا ؟ هل سأنجح فيه ؟ هل سأجتاز اختباراته ؟ هل سأجد لنفسي مكان أمام هذا العدد الهائل من المنافسين الأقوياء .
حسبك حسبك توقف هنا وخذ نفساً عميقاً, وأمسك ورقة وقلماً وابدأ بالتخطيط خطوة خطوة ستجني الفائدة العظمى من التخطيط, و إذ لم تستفيد من كتابة وتخطيط مهامك سوى الراحة النفسية لكَفى, أمامك الآن ما تبقى من مواد السنة السادسة يجب عليك اجتيازها بدرجات مرضية ,إذا لا تهضمها حقها وتنسى نفسك في التفكير المستقبلي وتضيع فرصتك الأخيرة لرفع معدلك , سنة الامتياز وكيفيه ترتيب جدولك وأي المستشفيات ستختار و التخصص , والوظيفة المستقبلية .
كن ذكيا حكيما فطناً من هذه الناحية, لا تعزم الجزم 100% على التخصص الذي ترغبه مهنة لك طيلة حياتك, فأنت لا تعلم ربما تقع في حب تخصص آخر أثناء فترة التدريب, فالدراسة شيء والحياة العملية شيء آخر,ستندمج مع كل تخصص وترى كيفية الحياة فيه من شتّى الجوانب, ساعات العمل والمناوبات والحياة الاجتماعية لذا نصيحتي لك , في كل تخصص تتدرب فيه أخرج كل ما في داخلك,من نشاط وهمة وجربه وكأنه هو التخصص الذي ترغبه, ستغير نظرتك عنه في نهاية المطاف, أو تبقى كما هي أو تزداد سوءً المهم في الأمر أنك جربته , وحين تستثنيه من اختياراتك يكون استثناء عن رضى تام واقتناع لا يصاحبه ندم .
والتخصص الذي تحب اختر له الزمن المناسب والمكان المناسب, وتخيل نفسك بعد عشر سنوات من الآن في هذا المكان حينها, ستشعر بالفعل بحبك الشديد له ورغبتك الملحة لتعلم المزيد والمزيد منه, فهذه حياتك التي ستعيش فيها مادمت طبيباً, وكذلك الأمر بالنسبة لطلاب السنوات السريرية, لا تقضوا جل وقتكم في الاستذكار والاختبارات هناك أمور أخرى كنا في سبات عنها, فالحياة خارج حدود الكلية مختلفة تمام عن ما بداخلها, تحتاج أن تدعم نفسك بعمل البحوث الطبية واختبار ال USMLE ,والنشاطات والدورات والحملات التوعوية بالإضافة إلى معدلك ,حتى تكون مستعد تماما لمرحلة التخرج والتقديم في التخصصات فقد تغيرت معيار القبول في الوقت الحالي داخلياً وخارجياً .
أطلقوا العنان لأقلامكم الآن أتمنى لكم رحلة تخطيطية ناجحة ذات نتائج باهرة .