تغطية خاصة لـ(نبض) : انطلاقة المؤتمر العلمي العالمي الثامن في مسقط
مجلة نبض (حسام البقمي–تغطيات) : تحت رعاية معالي وزير الصحة العُماني الدكتور أحمد بن محمد السعيدي انطلقت يوم السبت الثامن والعشرين من شهر يناير لعام 2012 فعاليات المؤتمر العلمي العالمي الثامن لطلبة الطب بدول مجلس التعاون الخليجي وذلك في المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس بمسقط، وحيث استهلت فقرات الحفل بالقرآن الكريم ومن ثم ألقى سعادة عميد كلية الطب والعلوم الصحية الدكتور يحيى بن محمد الفارسي كلمة المؤتمر،حيث رحّب بجميع الحضور من وزراء وممثلين للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ولسعادة عمداء كليات الطب بدول مجلس التعاون الخليجي.
وحيث رحّب بالضيوف الكرام والمشاركين من طلاب وطالبات كليات الطب والكليات الصحية من جميع دول المجلس والذين حضروا للمشاركة بأبحاثهم والإستفادة مما سيطرح من ورقات بحثية خلال المؤتمر ، ثم استأذن الحضور في أن يستهل كلمته بخطبة قس بن ساعدة: ( من عاش مات، ومن مات فات ، وكل ما هو …) استدلالا على العمق التاريخي الذي كان يجمع جميع قبائل الجزيرة العربية في سوق عكاظ في كل عام ، وأن سوق عكاظ مما فيه من العلم والأدب ينطلق اليوم من مدينة مسقط المتألقة ، ومن ثم كان من أهم ما طرحه عميد الكلية في كلمته رسالته الرائعة. التي لاقت قبولاً وتشجيعاً قوياً والتي كانت بعنوان : ( الطب يتغير .. والإنسان يبقى هو الإنسان ) وجه فيها نداءات صريحة ومفيدة لجميع طلاب الطب من الجيل الجديد ودعاهم إلى مواكبة التطور السريع وكان من ضمن ماوجه به أبناء الجيل القادم ما قاله: ( إن قدركم أيها الجيل ، أنكم وُجدتم في مرحلة حرجة من مراحل تطور الطب المليئة بالإثارة، فالطب أصبح يتغير بشكل ملحوظ).
وقبل أن يختم ذكر بعض المسلمات التي تؤيد حديثه وقال: ( إن الشمس التي أشرقت هذا الصباح .. هي نفس الشمس التي أشرقت على أبو البشرية سيدنا آدم وعلى جميع من هم كانوا قبلنا , وبنفس الحال مع القمر . وأنه لو قد لهما الحديث لتكلما عن أشياء جداً كثيرة وأن لايوجد اختلاف كبير في الاهتمامات بين جميع الحضارات .
وحث على اعادة البسمة فهي أجمل مافي الكون وهي تتجسد في مهنة الطب المهنة الشريفة والنبيلة. وبعد ذلك تم عرض تقرير مصور عن تاريخ المؤتمر ونبذة عن النسخ السابقة للمؤتمر بدول مجلس التعاون الخليجي ، وأكد التقرير على ضرورة التلاحم والترابط بين أبناء الجيل القادم من أبناء دول المجلس ، ثم بدأ عرض مسرحي يجسد الترابط بين مراحل تطور الطب ويعكس تاريخ العرب وتأثيرهم في ذلك ، حيث ظهر في وسط الحفل أحد أهم الشخصيات التاريخية في عالم الطب وهو العالم ابن سينا ودار النص الإلقائي بين الشخصية الأخيرة وبين طلاب الجيل من الأطباء ، ودارت حوارات وتساؤلات هادفة وممتعة حول العديد من القضايا الطبية في اطار شعري حواري.
ثم تلى ذلك كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر والتي ألقاها الطالب: محمد بن سليمان الغافري , رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، حيث وضح أن الطلبة منذ أن حظت بتشريف الاستضافة للمؤتمر في نسخته الثامنة ، وضعوا نصب أعينهم تلك النجاحات التي حققها المؤتمر في نسخه السابقة. وقال: ( إن هذا المؤتمر غرس في نفوسنا ثقافة المنافسة العالمية) وأكد أن الأبحاث هي التي ستصنع المستقبل لنا جميعاً.
واختتمت فعاليات حفل الافتتاح بعرض مصور بعنوان: ( هكذا علمني الطب) استعرض أهم المقولات والمواقف الإنسانية التي يمارسها الطبيب في حياته العملية.
بعد ذلك توجه راعي الحفل لإفتتاح المعرض الذي يضم أقسام لجميع الجامعات المشاركة وتعرض فيه أنشطتها ، كما يعرض بالمعرض الأبحاث الملصقة ، وعقب ذلك بدأت أول المحاضرات في البرنامج العلمي بتقديم د. زكية اللمكية من قسم صحة الطفل بمستشفى جامعة السلطان قابوس، حيث تحدثت عن تطور الخدمات الصحية المقدمة للأطفال في سلطنة عمان وقامت بمقارنات وعرض الاحصاءيات بين الحاضر والماضي.
والجدير بالذكر أن هذه الاستضافة تعتبر الاستضافة الثانية لجامعة السلطان قابوس في دولة عمان ، والمؤتمر الأول الذي كان عام 2006 والآن يجدد الابداع في هذا العام ليثبت لنا دولة عمان الشقيقة في حبها على الدعم والتواجد وتأثيرها العالي في دعم الوحدة الخليجية بجميع مجالاتها. كما سجل المؤتمر نقلة نوعية في كمية عدد الأبحاث المشاركة التي تجاوزت المائتين وخمسين بحث علمي مقدم من الطلبة وكان عدد المشاركين يتجاوز ألف ومائتين طالب وطالبة من جميع جامعات دول مجلس التعاون والجامعات العربية ، وسجل المؤتمر مشاركات بأبحاث من بعض طلبة الطب من دول أوربا .
وسجلت جامعة الملك عبدالعزيز من المملكة العربية السعودية أكبر عدد مشاركات حيث شاركت بعدد 26 بحث علمي مقدم ما بين بحث تقديمي وأبحاث ملصقة .
والجدير بالذكر استمرار المشاركات العلمية على مدى يومي الأحد والاثنين والثلاثاء مرتبة حسب الجدول المعتمد من اللجنة المنظمة للمؤتمر ، وشارك جميع الطلاب والطالبات في ورش العمل والتي تزيد عن خمسين ورشة علمية في جميع المجالات الصحية والطبية ، ولم ينسى المنظمين البرامج الترفيهية للمشاركين والتي تبدأ يومياً في الخامسة عصراً حيث شارك الجميع في جولات سياحية في العاصمة مسقط، حيث تمكنوا من التقاط الصور التذكارية ، وتوجه الجميع إلى ولاية مطرح، حيث تجولوا في سوقها المعروف بسوق الظلام،
كما تعرفوا على ميناء السلطان قابوس، فيما قامت مجموعة أخرى من المشاركين برحلة إلى مهرجان مسقط، إحدى أهم المهرجانات السنوية في السلطنة، وقامت مجموعة أخرى برحلة سياحية بحرية تجولوا فيها حول مدينة مسقط، وذلك على متن العبّارة (شناص) والعبّارة ( هرمز) التابعتين للشركة الوطنية للعبّارات، بالإضافة إلى زيارة متحف بيت الزبير.
*تصوير :صهيب نياز–محمد البار– عبدالله أبو لبن – عبدالرحمن بالخيور