الخطأ والاعتذار في كوكبي
الكاتب : أحمد الغامدي
ﻻ اعتبرها فلسفة عندما أناقش موضوع مثل هذا – الخطأ والاعتذار – ، لكن أريد توضيح أن أكثر ما أريد التركيز عليه هنا هو شرح مفهوم الاعتذار بطريقة خاصة, عرفت بها “ما يعجبني العجب وﻻ الصيام في رجب “ , فاسترسل لكم قائلا : أتعجب اشد التعجب عندما يخطئ احدهم ويعلم بالخطأ وﻻ يعتذر ! و ردة الفعل من فلاسفة المجتمع الحميد لهذا القول أنني رجعي وليس كل الناس هكذا, لكني أصدقكم القول عندما أقول ﻻ ، فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا خصوصا اﻷنا ذات النية والغرور العربي, لست بمبالغ وﻻ رجعي وﻻ سلفي وﻻ ليبرالي وﻻ أي شي !
دعوني اشرحها بأسلوبي الأكاديمي السعودي “ أنا ما قلت إن دكاترتنا شرحهم ممل “ ، من يعتذر ويعرف خطأه من هؤلاء الناس ﻻ يعود باعتذاره مباشرة, بل ينتظر لمدة وقد ينساه ويتخيل أن الموضوع “زحلق” وصرنا سمن على عسل، وإذا قرر الاعتذار و كان الخطأ في العلانية يفضل أن يكون اعتذاره سرا ! التساؤل البريء يقول لماذا ﻻ يتساوى الاعتذار مع كبر الخطأ ومكانه ووقته ؟! أهي طهرانية نفوسنا واعتقادنا أننا فوق الخطأ, بالرغم أن بعضنا موظف صغير الشأن لم يبلغ درجة طويليّ العُمر ! ام هو الغرور العربي الأصيل الشامخ . .الخ ! أم بكل بساطة قلة ذوق وانعدام الشجاعة ؟
دعوني أضيف بعض الأمثلة من حياتنا لتشرح فكرتي بوضوح كما أتمنى، خصوصا لهؤلاء الأشخاص الذين تفرز الحلاوة الطحينية في أجزاء من عقولهم, نأتي لمستوى الزوجية تلك الحياة المقدسة وينبوع الأجيال كما يحلو لي تسميتها, للأسف وبكل صراحة على مستوى مجتمعنا أكثر الوصايا والأحاديث, قبل الزواج تأتي للابن “ ﻻتتحكم فيك ,أنت رجال ,كلمتك تمشي…الخ “ حسنا وإذا اخطأ جناب الرجل هل يعتذر من زوجته ؟ يتراجع عن خطئه ! يكسر كلمته مثل ما يقولون ! اترك لكم تحليلها فلكلّ فهمه, افهموها كما تريدون كذلك ﻻ ننسى التوصيات والكتب والمجلدات التي تعطى للفتاة, من المعشعشين حولها من منطلق ” ننصحك لنفسك ” وهم يدمرون ولا ينصحون .
مثال آخر لكن هذه المرة نبتعد أكثر عن المثال السابق, دعونا نضرب مثال من طبقة “ أطوال الأعمار “، المسؤولين بالمؤسسات والدوائر الحكومية عندما يرتكبون خطأ بنائي او تخطيطي، إعماريا أو اقتصاديا يبحثون عن من يُلقى عليه اللوم ويبررون بالتبريرات المحفوظة, وأحيانا تنتهي ب اقلب وجهك أو من أنت عشان تسأل وتناقشنا , عزيزي طويل العمر نحن الشعب المستفيد من نجاحك والمتضرر من أخطاءك, تصلني العديد من الرسائل والقصص للعديد من المسؤولين في المشرق والمغرب أو كما يقولون من الكواكب الأخرى “بحكم أن بعضنا يؤمن وليس يعتقد أننا لسنا من نفس الكوكب “ يقدمون استقالاتهم واعتذاراتهم على أخطائهم وفشلهم وقد ينصحون بمن هو أهل للموقف والعمل.
أخيرا وليس آخرا وجهة النظر بالموضوع أننا قوم نفتقد للعديد من الأفكار البناءة في المجتمع وأهمها الاعتذار على جميع المستويات ،وقد يصل الأمر إلى افتقادنا إلى حسن إدارة الأمور, يجب علينا الارتقاء بالأفكار والعادات البناءة لن أقول بفلسفة الغرب ولكن أقول انظروا إلى أخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم وتعلموا فن الاعتذار هو ملك الأخلاق .
مقال رائع … فعلاً على كوكبي بعض الكائنات لاتخطيء!!؟