أحاول !
الكاتبة : حياة الجطيلي
هل ترغب به ؟ نعم
هل ترغب به ؟ أكيد
هل تحلم به ؟ أجل
هل سعيت لتحقيقه ؟ أحاول
أحاول هنا نقطة الفرق تكمن بين حالمٍ فقط , و بين محدودية مجتهد , و آخر شغوف بحلمه فـ(أحاول ) لها تعاريف مختلفة في داخل كل من يسعى, لكن هناك واحدة من محاولاتك فريدة ذات بريق واقعي, وهي التي ارتبطت بالإيمان بقدرتك على تحقيق طيفك الحالم, وشدّة رغبتك وعزمك على القيام بعد كل وقوع للسير نحوه, فالمثابرة هي الجوهر فالكثير تركوا سعيهم قُبيل النهاية المثابرة تعني القوة ,فليس كل مجتهد يثابر! وكل من صنع نجاحا مميزا اعلم أنه كان يثابر, لأن الوصول لمطلب غال يتطلب وجود العراقيل, وطول المسير , وتلك تتطلب إيمان يشعل روحك وحب صادق نحو هدفك يجدد طاقتك حين تقع, حتى أنك حين تفكر بهدفك خالياً تبتسم ! .
ثم أن المحاولة بحد ذاتها مدرسة ذاتية فقط لمن يتعلم منها, وأنا اقصد بكلامي تلك المحاولات التي توصلك إلى ما تريد فهي تعلمك المرونة والصبر وطرق مختلفة ومهارات, لم تكن تعرفها كأنها جوانب خفيه في ذاتك لم تعرفها إلا من خلال محاولاتك فقط, مشكلة هذه المحاولات فقط أنها لم توصلك إلى هدفك, وهنا يكمن الفرق بين من تكون محاولاته رصيد يرتفع به إلى القمة, وبين من محاولاته مصدر إحباطه وتخلّيه عن هدفه ونفوره مما كان يحب .
لا تقل اكتفيت وتوظفت وتزوجت ولم أعد أحلم إلى هذه الدرجة, فهذا يعني مشكلة هذه الحياة هي مسرحيه كبيرة نمارس طقوس أحلامنا خلالها بمشاهد متنوعة, وصراعات أكثر تنوعاً تقربك إلى الله حلم, طريقة حياتك ونفسيتك حلم, قلبك لصفحة ماضية من حياتك حلم, رغبتك بتغيير صفة او اكتساب عادة حلم, سعادتك مع رفقتك حلم, صناعتك مدى جديد في حياتك لم تكن تخوضه من قبل حلم, تفكيرك على المدى البعيد هو حلم ! .
وهنا تتباين الرغبات فاختر هدفا واحداً ينتمي لك لونه بواقعك الشخصي, وضعه في إطار أمام عينيك يذكرك إن كسلت وفترت فكل عظيم لديه غالٍ يحلم به, و إذا اخترت أن تكون عادي فهذا سهل جداً ! لاتتعب ، فقط لاتتعب !
نقطة في نهاية السطر:
ما أروع أحلام أولئك الذين آفاقهم واسعة جداً تحتضن الأمة والمجتمع على الأنا، وما أعمق نواياهم المنتجة فعلاً وقولاً للجميع بدون استثناء .