الكاتب : خالد البذلي
هل الولاء علاقة ينبغي أن تكون ثنائية ؟
الكثير من التساؤل يطرح حول هذا الموضوع, إذ أنه لا يعقل أن تمنح ولاءك لمن لا يستحقه وبهذا ينبغي أن تكون علاقة ود مشتركة بين طرفين, وبهذا الميزان يرفض بعض الطلاب دعوات القيادات الأكاديمية للولاء في رسائلهم الزجلة و خطابتهم المنمقة بينما أبسط حقوقهم مهمشة, بل وليست من أهداف هؤلاء القياديين أحيانا, فعلا الولاء علاقة مركبة وتستدعي المشاعر المشتركة غالبا من كل الأطراف ولكنها تظل علاقة قصيرة ولحظية, فولاءك وتفانيك في عملك لشركتك التي تعمل بها ينتهي بانتهاء علاقتك منها, ولكن مع ذلك قد نجد الولاء كمشاعر فردية حينما تقرن بمبدأ وعلاقة مهمة كعلاقة الطالب بجامعته, إذ أنها علاقة أعمق من ولاء مجرد فهي علاقة انتماء, فالانتماء هو علاقة نبيلة لصفة ستلزمك ماحييت كالجنسية مثلا فالطالب سيظل خريج جامعته مهما تغيرت الأحوال والظروف, ممثلا لها وعاكسا لصورتها أمام المجتمع الوظيفي لاحقا.
بالتأكيد ليس من المطلوب أن نضرب بمشاعر انتمائنا قصصا بطولية من خلال تضحيتنا لأسماء جامعتنا التي نتمي إليها, ولكن على الأقل إن لم نشارك في البناء فلنزهد بمشاركتنا في الهدم من خلال الانتقادات الساخطة وعكس صورة سلبية لطلاب وأساتذة جامعتنا لمن هم خارج أسوارها, نعم هناك مشاكل والإنتقاد البنّاء مطلوب إنما المنهج المتأدب في الطرح هو إساس إصلاحنا لأي فساد, بالمناسبة كثيرا ما أستغرب سخط بعض القيادات الأكاديمية من الإنتقاد, ولكن هناك أمر مهم يجب أن يدركوه جيدا وهو أن ولائنا وانتمائنا الجامعي لا يعني بالضرورة التطبيل والتصويت لهم, فانتقاد أعمالهم هو من صلب مبدأ الانتماء المنادى به من قبلهم ولا يعني أبدا انتقادنا لأشخاصهم فولاءنا للأشخاص لا ينفي براءتنا من بعض أعمالهم أبداً, كذلك شكر من أحسن منهم مطلب مهم للارتقاء ولا يدخل أبدا ضمن النفاق الأكاديمي, ولكن قد يحصل ذلك بالمغالاة في الثناء.
كثيرا ما أجد أن الولاء أمر مطلوب من الطالب ولكن أليس من الأولى أيضا أن يكون ذلك من أبرز الأجندات المطروحة في تقصيير بعض الأكاديميين, لاشك أن ارتداء الطبيب الأكاديمي لمعطف يحمل شعار مؤسسته الخاصة, وعدم كتابة اسم جامعته في بطاقة أعماله والإكتفاء بـ ( أستاذ مساعد بكلية الطب ) لا شك بأنه أمر يثير سخط الكثير من الطلاب, ممن منحوا ولائهم وانتمائهم لمؤسساتهم التعليمية ليجدوا هذا التهميش لها من قبل أساتذتهم وهنا يبرز ضرورة أن يكون ندائنا للولاء أمر غير مقتصر على الطالب وحسب .
رغم أن الولاء والإنتماء مشاعر غير محسوسة إلا أني كثيرا ما أجد أن تفاصيل رمزية صغيرة, قد تساهم في توثيق هذه العلاقة ولعل حرص طلاب كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى هو خير دليل, على ذلك فشعار كليتهم يزين ملابسهم وفصولهم الدراسية بل وحتى معاملاتهم الورقية, كذلك هناك الكثير من الجامعات الغربية وبعض الجامعات السعودية أبدعوا في كتابة نشيد موحد لطلاب الجامعة, بالإضافة للمنظمات التي تربط الخريجين بجامعاتهم كروابط الخريجين وغيرها قد تكون كل تلك الأمور من الكماليات التي لا يهتم بها الكثير, ولكن قد تكون التفاصيل الدقيقة هي العاكسة لبريق كامل اللوحة, الجامعة الفاضلة يصنعها طالب فاضل متى ما أستطعنا تحقيق ذلك فلنبشر جميعا بكل الخير لتعليمنا العالي, وحينها ستكسر شوكة كل قيادة فاسدة بإذن الله.