مقاومة المثبطـين!
الكاتب: د. متعب العتيبي
يدفع طالب الطب ضريبة دخوله لعالم الطب قبل التحاقه بالجامعة، فالمثبطون لا يألون جهداً في وصف طول فترة الدراسة وصعوبتها، و في تشويه بيئة الطب للفتيات، وما أن يتجاوز الطالب هذه المرحلة حتى تبدأ مرحلة جديدة من التثبيط لكن هذه المرة من داخل مجال الطب ذاته! فالبعض من الطلاب المأزومون نفسياً والعالة على الطب لا يبخلون بتصدير ازماتهم لطلاب السنوات الأولى في صورة نصيحة، بوصفهم مخضرمون وأصحاب خبرة! كما أن البعض من أساتذة الطب والإداريين ليسوا بريئين من نشر عدوى الاحباط، وممارسة الكبرياء والتسلط الذي يخفي عقدهم النفسية!. لذا تجد معظم الطلاب يخبو حماسهم مع الوقت ! ويلتفت مراراً للوارء وتترد خطواته على الطريق، فالإنسان ابن بيئته, لكن ما الحل ؟
الحل يبدأ بادراك الشاب والشابة لعدة أمور هامة :
– حريتهم في اختيار مجالهم وتمسكهم بقرارهم الذي اتخذوه بدخول الطب.
– الايمان بأن كل تخصص له صعابه و كلما شرف العلم كلما صعب نواله، إن اشرف العلوم بعد علم الشريعة هو الطب، كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
– أن الناس ميّالون للتهويل والتضخيم وللنظر للاشياء من وجهة نظرهم حتى لو كانت متشائمة والاستشهاد بتجاربهم حتى لو كانت فاشلة مع اهمال وجهة نظر الآخر.
– الاهتمام بالمشورة والاستماع للآراء بجد، دون أن يسمح لهذه الآراء أن تتحكم به أو تقرر مصيره دون تفكير او قرار منه، حتى لو كانت صادرة من أعلم وأكبر طبيب ! .
– من أغلى الكنوز التي يمتلكها الانسان هو الثقة بالذات، لذا عليه ان يبني حصونه حولها ولا يسمح بأن تهتز ثقته بنفسه وبأهليته وحقه لأن يكون طبيبا ناجحاً.
– القراءة في سير العلماء و الأطباء الكبار والتأمل في كفاحهم وتفاصيل حياتهم الملهمة.
– النظر الى الصورة المستقبلية ، أين سيصل ومالذي سيحققه ؟ ، ومالذي سيبقى بعد ان تتلاشى كل الآم الطريق.
– للنجاح قانون ثابت، رسمه أبو المخترعين، توماس ألفا أديسون: (النجاح = 1% عبقرية + 99% جهد وتعب).
– الثقة المطلقة بالله تعالى والإيمان بأنه تعالى لايضع عمل عاملٍ مهما صغر، وأنه سبحانه يعطي الكثير على القليل و ييسر الصعاب بأقل الأسباب إذا صلحت النية فهو المطلع على آلآمك وبسماتك واجتهادك وتعثرك و صمتك ودعائك. (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) ال عمران 195 .