في الحالات الطارئة استدعي طالب الطب !
الكاتب : شادي عبد الله
تصوّر و نظرة المجتمع لنا كطلاب طب “مميزة” لا تماثلها أي تصور لأي كلية أُخرى, فحينما يُنظر لطالب كلية الهندسة و الحاسب و اللغة العربية , فعادة ما تكون النظرة لهم كطلاب يدرسون ! بينما يرانا المجتمع – نحن طلاب الطب – كـ”أطباء تحت الإنشاء”, هذه هي الفكرة التي تختمر في أذهان أفراد عائلة طالب الطب, من منا من لم يُستشار في الحالات الطبية الطارئة في وسطه العائلي ؟ يطمئنون لفكرة وجود “مرجع طبي” بالغرفة المجاورة و لا يُلامون, فدخول قريبهم إلى كلية الطب هي أقرب ما تصل إليه معظم العائلات إلى عالم الطب, طبعا لا حاجة للقول في أن أفضل إجابة – لنا كطلاب – لهذه “الاستشارات الطارئة ” هي الجواب الآمن : ” لا ادري ” , و قد ولدّت لدي هذه الكلمات اقتراحا متواضعا للوسط الطبي, لم لا نجهز هؤلاء الطلاب للحالات الطارئة التي تستدعي تصرفا طارئاً ؟ أنا لا أتحدث عن علاج الأمراض المزمنة أو غيرها .
انا أتحدث عن الحالات التي تستدعي تصرفا طارئا قبل وصول المسعفين,مثل انقطاع النفس و توقف القلب للمسننين خصوصا, حالات الغرق عند المسابح, الإغماء المفاجئ, الحروق ,أو حتى الكسور و الحوادث, أتوقع – حسب ما أراه حولي في محيطي الجامعي – بأن 90% من طلاب الطب لا يعلمون في كيفية التصرف المناسب في أي من الحالات السابقة ( بمن فيهم كاتب هذه السطور ! )وجود دورات للتدريب على الإسعافات الأولية ليست بالفكرة جديدة او المتطرفة, بل أعتقد بأنها من صلاحيات كلية الطب و هو أمر يمكن فعله و تجهيزه, حتى و إن اضطررنا إلى جعلها بأسعار رمزية لتأمين الأدوات اللازمة لتسيير الدورة, نستطيع جعلها مرة أسبوعيا بعد انتهاء الدوام الرسمي أو تحديدها لمدة أسبوعان بالإجازة السنوية, او أي وقت آخر يكون الطلاب متفرغين فيه من دراستهم .
كما و يمكن الاستعانة بطلبة الامتياز او الأطباء المقيمين او أي طبيب آخر ( من أعضاء هيئة التدريس او غيرهم ), ممن يتبرعون بالقيام او الإشراف على الدورات هي لا تزال فكرة او مقترحا على ورق وضعها في موضع التنفيذ قد تنقذ أرواحا حال بينها و بين الموت بإذن الله طالب طبّ مُدرب .
بالفعل كثيرا ماتراودني هذه الافكار .. كيف انقذ مصابا ,, هل من المعقول ان اتخرج بدون ان اتعلم اساسيات الاسعافات الاولية ؟؟
لا اعتقد با اخي ان هذه الامور يجب ان نناقشها على ورق ودائرة مفرغه بل يجب ان نبدأ نحن وبما فيهم انا وايضا انت ان نبحث عن هذه الدورات ونتعلمها ومن ثم ننشرها ..
اشكرك على هذه المقالة فانا بالفعل قد بدأت التنفيذ وجائت مقالتك لتشعل حطب افكاري 🙂