الكاتب : حسام الحربي
س/ هل بحضورك لجميع المحاضرات الجامعية ستكون طالباً متفوقاً ؟
بدأت مقالتي بسؤال إنكاري لأثير فضولكم حول ما سأكتبه في زاويتي الصغيرة , فكرة لطالما ناقشتها وبُحّ صوتي مستبسلاً في الدفاع عمّا أعتقد أنه صواب, سؤالي يقودني لسؤال آخر س/ هل من العقل أن نُلزم طالباً جامعياً تجاوز عمره الثمانية عشر ربيعاً على حضوره لمحاضراته ؟ هَب أن طالبَين جامعيين تجاوزا نسبة الغياب المسموح بها ( أكثر من 25% بغير عذر مقبول ) عن محاضراتهما – وأستثني منها الغياب عن المحاضرات العملية والمعامل – وسُمح لهما بدخول الإختبار, فاستطاع الأول اجتياز المقرر بنسبة الغياب تلك , وأما الآخر فرسب,ألا يستحق من الطالب الأول شهادتين عِوضاً عن شهادة ؟! شهادة لنجاحه وشهادة أخرى لأنه “عرف من أين تؤكل الكتف” كما قيل في المثل , وأما الآخر فكان رسوبه هي عقوبته الرادعة ليتعلم درساً كان هو في أمس الحاجة له.
علماً أنني أرفض أن يُساوى من حضر وتعب واجتهد طوال العام بمن غاب, فمن حضر ستكون له امتيازات خاصة يقررها من بيده القرار, ولكن لتجبرني على الجلوس لمدة تربو عن الساعتين أحياناً لمحاضر أو دكتور , فيجب وقتها أن يكون أقلها متقناً في شرحه بأنماط الثلاثة للتفكير حتى يضمن وصول المعلومة للطالب, وهنا لا أناقش فكرة خيالية أو موضوع كان لي قصبة السبق في طرحه للرأي العام لا, بل تم نقاش هذا الموضوع مراراً وتكراراً لاسيما أن بعض الجامعات العالمية فعلاً قد شرعت في تطبيق هذه الفكرة لإيمانهم الكامل بأن الطالب في هذا العمر يعرف مصلحته ويعرف كيف يستقي العلم بالطريقة التي يريد ، فالهدف ليس الحضور ولكن الهدف الحقيقي هو أن يخرج الطالب بعد المقرر بالمعلومات المطلوبة.
عندها سيقرر الطالب بنفسه إن كان لحضوره فائدة مرجوّة فسيحضر , وإن كان وجوده فقط لتكملة العدد فغيابه أولى من حضوره ليستغل ساعات الغياب تلك بشي يستفيد منه من قراءة أو حفظ حتى وإن نام في تلك الساعات أو خصصها للتسلية فإنه سيكون قد أضاف ساعات إضافية ليومه المعتاد.
نبضة : من هنا وحتى تطبيق هذا النظام : “وفّر غيابك الأبيض ليومك الأسود“