د.فواز ادريس: تكيس المبايض ليس بمرض !!

مجلة نبض(التثقيف الصحي– أروى دعوجي)

يُعد تكيس المبايض من أكثر الأمراض شيوعاً و التي كثر الكلام عنها بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة بين النساء على اختلاف أعمارهن خاصة في عمر الإخصاب ( 16- 40) ـ غير أنه لا يــزال الغموض محيطا بهذا الموضوع، إضافة لنقص الوعي الطبي ووجودنا في بيئة خصبة لنمو الشائعات سمحت جميعها بانتشار بعض المفاهيم الخاطئة التي لم تبنى على أسس علمية.

ولإزالة الغموض وتسليط الضوء على هذا المرض, قمنا بطرح العديد من المحاور في شكل سلسلة من 3مقالات تثقيفية سيتم نشرها تباعاُ مع الدكتور فواز أديب إدريس استشاري أمراض النساء والولادة والحمل الحرج والأجنة والعقم وأطفال الأنابيب والمناظير، رئيس قسم النساء والولادة ووحدة الإخصاب والذكورة بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة، والأستاذ المساعد بجامعة أم القرى والذي أزال الغبار عن كل ما يخص هذا المرض: ماهيته، أعراضه، وعلاجه بأسلوب سهل وبكثير من التبسيط.

قبل الحديث في التفاصيل لابد من إيضاح بعض المفاهيم التي ستساعد على الفهم الصحيح لهذا المرض.

إذا تكيس المبيض ليس بمرض وإنما هو حالة صحية تصيب المرأة وتلازمها.

 من أين أتت التسمية ” تكيس المبيض ” ؟

هي ترجمة حرفية للاسم الأجنبي PCOS) Poly Cystic Ovarian Syndrome) والترجمة الحرفية لذلك هو متلازمة المبايض المتعددة الأكياس ولكن كما ذكرت أن هذا الاسم خاطيء في الواقع لأنه لا توجد هناك أكياس. يعتقد الكثير من الناس أن المرأة تفقد بويضة واحدة في الشهر وهذا غير صحيح، لأنها في الحقيقة تفقد حوالي 15 إلى 40 بويضة، غير أنه لا تنشط منها إلا بويضة واحد (أو اثنان أحيانا) وتضمر الباقيات. وفي حال عدم خروج البويضات بشكل منتظم وتجمعها على فترات مختلفة نتيجة خلل مستوى الهرمونات عند هؤلاء السيدات فإنها تتخذ شكل عقد اللؤلؤ الذي ذكرناه سابقا.

 

 ما هي أعراض هذا المرض؟

هناك مجموعة كبيرة من الأعراض التي قد تصاحب هذه الحالة الصحية والتي في معظمها هي نتيجة ارتفاع بسيط في هرمون الذكورة، ولكن أكثرها شيوعاً:

    وتختلف هذه الأعراض من حيث احتمالية حدوثها أو حدتها بين سيدة وأخرى، فلا يشترط ظهور جميع هذه الأعراض عند كل النساء المصابات بل قد تقتصر الحالة على ظهور عرضين أو ثلاثة فقط.

كيف يتم تشخيص المرض؟

من أهم النقاط في مرض تكيس المبايض هي طريقة تشخيصه والذي يعتمد على الفحص الإكلينيكي بالدرجة الأولى وليس على التحاليل أو الأشعات، فعندما تأتي المريضة تشكو من عدم انتظام الدورة الشهرية بالإضافة لزيادة ملحوظة في وزنها، مع وجود شعر في مناطق متعددة من جسمها وحبوب فإن هذه الأعراض تكفي كدليل لوجود ” تكيسات المبايض “، أما بالنسبة للتحاليل والأشعات التصوير التلفزيوني للمبيض فإنها تدعم وتؤكد التشخيص الإكلينيكي فقط وتنفي وجود أمراض أخرى كضعف الغدة الدرقية على سبيل المثال والذي قد يؤدي إلى زيادة الوزن واضطراب في التبويض مصاحب باضطرابات في الدورة الشهرية.

ما هي التحاليل والأشعات التي تساهم في الكشف عن المرض؟

من المهم معرفته أنه لو كانت التحاليل والأشعات سليمة فإن ذلك لا ينفي وجود تكيسات المبايض في حالة وجود الأعراض الإكلينيكية المذكورة سابقاً، وبالمثل لو كانت التحاليل والأشعات غير سليمة بينما لم توجد هناك أعراض إكلينيكية عند المريضة، فإن ذلك لا يعني وجود مرض تكيسات المبايض.

Exit mobile version