مجلة نبض(التثقيف الصحي – أروى دعوجي): من خلال الموضوع السابق تعرفنا على الكثير من الحقائق حول تكيس المبايض والذي كثر الكلام عنه خلال السنوات الأخيرة وهناك الكثير من الغموض والاسئلة لدى السيدات حول هذا الموضوع و يجيب عنها بشيء من التفصيل د.فواز إدريس استشاري أمراض النساء والولادة والحمل الحرج والأجنة والعقم وأطفال الأنابيب والمناظير، رئيس قسم النساء والولادة ووحدة الإخصاب والذكورة بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة، والأستاذ المساعد بجامعة أم القرى
- ماذا عن عملية تثقيب المبايض؟
تقوم هذه العملية بتعديل نسب الهرمونات المضطربة عن طريق حرق الجزء الداخلي من المبيض والمسئول عن إفراز هذه الهرمونات، وذلك عن طريق إدخال إبره وسط المبيض عدة مرات وإحداث حرق في كل مرة يتم إدخال الإبرة في داخل المبيض. وبالرغم من أن هذه الطريقة فعالة إلا أن لها مشاكل وسلبيات كثيرة منها:
- أنها عملية جراحية وبالتالي هناك خطر العملية والتخدير.
- أن مفعولها مؤقت بمعنى أنه يزول بعد 6-12 شهر.
- أن أحد مضاعفات هذه العملية هو حدوث التصاقات بالحوض وبالتالي انسداد بالأنابيب، وبدلاً من أن يكون هناك سبب واحد لتأخرالحمل (وهو اضطراب التبويض) يصبح هناك سببان. في نظر الكثير من الخبراء في تكيس المبايض أنه يجب تأخير هذه الخطوة وعدم استخدامها إلا بعد استنزاف جميع الطرق المتاحة بما في ذلك أطفال الأنابيب. تذكروا ” آخر العلاج الكي! “
- متى يجب أن تراجع السيدة المصابة بتكيس المبايض الطبيب إذا رغبت في الحمل؟
الحمل رغبة وغريزة بشرية وليس مرض يجب علاجه وبالتالي فإننا نقوم بمساعدة الأزواج على الحمل متى ما رغبوا بذلك، سواء كان ذلك بعد شهرين من الزواج أو عشرين عاما! أما من الناحية العلمية فإننا بوجه عام ننصح الذين تأخروا عاماً كاملاً بمراجعة الطبيب لأنه من المحير والمثير للشك أن لا تحمل السيدة بعد مرور عام على محاولة الحمل، وبالرغم من أن التأخير فوق العام لا يعني بالضرورة وجود سبب، إلا أنه ينصح بمراجعة الطبيب للتأكد من ذلك. أما في حالة تكيس المبايض فإننا ننصح بالمراجعة قبل ذلك، لأننا نعلم بالسبب (وهو عدم حدوث تبويض بشكل شهري) وبالتالي فقد تكون مدة الستة أشهر كافية، يراجع بعدها الزوجين الطبيب إن رغبا بالحمل.
- إذا كن هؤلاء السيدات يعانين من مناعة لهرمون الأنسولين – هل يعني ذلك أنهن مصابات بالسكر؟
لا. معظم هؤلاء السيدات لا يعانين من مرض السكر، ولكنهن مقارنة بغيرهن معرضات لهذا المرض على المدى البعيد، وبالتالي فإن محاولة إنقاص الوزن أو المحافظة عليه يحد من نسبة حدوث مرض السكر، أو على الأقل يساعد على تأخيره لسنوات طويلة.
- كثير من السيدات المصابات بمرض تكيس المبايض يشتكين من عدم القدرة على إنقاص الوزن رغم أن تناولهن للطعام معتدل على زعمهن. فما السبب؟
هذا صحيح، وذلك لأن نسبة حرق الغذاء (Matabolism) عند هؤلاء السيدات تختلف عن باقي الناس وبالتالي فإنه محكوم عليهن بأن يستمروا في إتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة باستمرار. أنا لا أقول أن عليهن أن يأكلوا أقل من الآخرين، ولكن يجب أن يكون أكلهن صحيا أكثر. الجدير بالذكر أن إنقاص الوزن عند هؤلاء السيدات لا يساعد فقط على تقليل فرصة حدوث مرض السكر على المدى البعيد بل أيضا على تعديل الدورة الشهرية، حدوث التبويض، عدم تأخر الحمل، منع حدوث تغيرات في خلايا الرحم، وأيضاً تخفيف الحبوب والشعر الزائدين. بمعنى آخر، بالرغم من أنه لا يوجد علاج واحد يحد ويعالج جميع هذه الأعراض التي تشكوا منها مرضى تكيس المبايض, غير أن إنقاص الوزن (لمن يعاني منهن من زيادة في الوزن) قد يكون هو المفتاح السحري لعلاج جميع هذه الأعراض.
- إذا تعذر على السيدة إنقاص وزنها لأنه كما تعلم وإن كان هو المفتاح السحري إلا أنه أصعب العلاج، فزيادة الوزن مشكلة البشرية كلها فكيف لمرضى تكيس المبايض اللاتي يعانين من اضطراب في حرق الغذاء على حد تعبيركم. هل بإمكان هؤلاء السيدات استخدام علاج Metformin لتقليل احتمالية الإصابة بالسكر؟
هذا سؤال جيد ومنطقي، ولكن لا يوجد إلى الآن دراسات قوية تؤيد ذلك، كما أنه لا يوجد إلى الآن اتفاق عالمي بين الأطباء والخبراء على المدة التي يجب أن تستمر عليها السيدة المصابة بتكيس المبايض في استخدام هذا العقار. هناك من العلماء والأطباء من يرجح بإستخدام العقار طوال فترة رغبة السيدة بالحمل إضافة إلى الثلاثة أشهر الأولى من الحمل لأن نسبة الإجهاض لدى هؤلاء السيدات أعلى من غيرهن، وهناك من يرجح بإستخدام العقار مدى الحياة لأن احتمال إصابة هؤلاء السيدات بمرض السكر على المدى البعيد أعلى من باقي السيدات، وهناك من يرجح باستخدامه طوال فترة الحمل لأن نسبة إصابة مرضى تكيس المبايض بسكر الحمل أعلى من غيرهن من الحوامل. أما معظم الأطباء فيرجحون القول الأول.
- يصيب هذا المرض بعض الفتيات دون سن العشرين فكيف يتم التعامل معهن؟
معالجة الفتيات في هذا السن لا تختلف عن غيرها بل يجب ألا تهمّش الفتاة لصغر سنها وإنما يجب على الطبيب أن يجتمع بالمريضة وأهلها ويشرح لها ببساطة ماهية المرض، وما هو العلاج المستخدم، بالإضافة إلى الإجابة على تساؤلاتها فهي صاحبة القرار في تغيير نمط حياتها (تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة) ويجب أن تأخذ هذا القرار باقتناع حتى تلتزم به.
- كيف يتقبل الأهل أو المريضة فكرة استخدام حبوب منع الحمل خصوصا أنه يشاع أن إستخدام الحبوب له علاقة بالعقم والسرطان وزيادة الوزن؟
أولاً: الإنسان عدو لما يجهل وعليه فإننا إن شرحنا للأهل والمريضة سواء كانت فتاة صغيرة أو امرأة ناضجة فإن تقبلهم لأخذ العلاج يكون أكبر.
ثانيا: ليس لحبوب منع الحمل علاقة بالعقم أو السرطان أو زيادة الوزن وقد تم ” قتل ” هذا الموضوع بحثا وأثبتت مئات الدراسات بعدم وجود علاقة بين تناول حبوب منع الحمل وكل ماذكرتي. كما أوضحنا، يعاني هؤلاء المرضى من اضطراب في التبويض وبالتالي اضطراب في الدورة الشهرية والتي تنتظم أثناء استخدام حبوب منع الحمل. ولكن عندما ترغب السيدة بالحمل وتتوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، تجد في معظم الأحيان صعوبة في الحمل، ذلك لأن مشكلتها الأساسية مازالت قائمة وهي اضطراب التبويض الناتج عن تكيس المبايض وليس نتيجة استخدام حبوب منع الحمل. كذا هو الحال في موضوع زيادة الوزن، حيث أن زيادة الوزن مشكلة يعاني منها معظم مرضى تكيس المبايض، وبالتالي تجد السيدة نفسها في زيادة وزن مضطردة أثناء استخدام حبوب منع الحمل وتعتقد (خطأُ) أن السبب هو الحبوب، ولكن السبب في حقيقة الأمر هو تكيس المبايض.
- كلمة أخيرة توجهها للسيدات المصابات بهذا المرض؟
تكيس المبايض ليس مرضا بقدر ما هو حالة صحية معينة لها عدة أعراض مزعجة ولها بعض المضاعفات على المدى البعيد، وبالتالي فإن فهم ماهية الحالة أولا والمحافظة على نمط حياة صحي بتناول الطعام الصحي والمتزن والانخراط في برنامج رياضي ومن ثم استخدام العلاج العقاري إن استدعت الحالة، يضمن بإذن الله التخلص من هذه الأعراض المزعجة المصاحبة لهذه الحالة ويمنع أو يؤخر بشكل كبير المضاعفات التي قد تحصل في المستقبل.