وابتسمت

الكاتب: حسام الحربي

(وتبسمك في وجه أخيك صدقة) ، لمع في ذهني حديث شفيع أمته محمد صلى الله عليه و سلم و أنا أرى ذاك الشيخ عابس الوجه في الظهيرة وشمس الصيف تزيد لهيب جو رياض الصحراء – نستعيذ بالله من حرارة نار جهنم – ترتسم على شفتيه ابتسامة كرد عفوي مباشر لابتسامتي التي أطلقتها له وأنا أنعم بتكييف سيارتي البارد . تفكرت حينها في ذلك الحديث الشريف . كيف للإبتسامه الصادقه أن تحوّر الأمور , تبث الفرح و تهدي الطمأنينة والأجر العظيم، كيف يكون لتحريك بعضاً من عضلات الوجه سحراً كفيلاً بأن تُضفي ملامح الراحة.

حدد لنا الحديث النبوي الشريف أن التبسم يجب أن يكون في الوجه، أي أنك تتبسم وأنت تنظر لوجه أخيك، وهذا قمة التأثير، ويؤكد العلماء حديثاً أن الابتسامة ينبغي أن تكون من نوع خاص، بل وتجدهم يؤلفون كتباً وأبحاثاً عن طرق الابتسامة والطريقة الفعالة لهذه الابتسامة. وقد وجدوا بالفعل أن الطريقة المثلى هي أن تبتسم وأنت تنظر للشخص الذي تحدثه، فهذا سيعطيه شعوراً سريعاً بالاطمئنان ! الابتسامة عرّفها علماء الإجتماع على أنها : تعبير وجهي يتشكل من خلال ثني العضلات الأكثر وضوحاً في الوجه والتي تكون قريبة من طرفي الفم. والابتسامة توجد أيضاً حول العينين.

كيف لا تبتسم وأنت تمنح والديك عبقاً من السعادة وطاقة هائلة من الراحة وأنت تقابل حكاياتهم و طلباتهم بابتسامة ، لاسيما أنك تضيف لرصيد حسناتك أجر برهم ورضاهم وأجر صدقة ابتسامتك. ابتسامتك لا تكلفك الكثير ولا تستنزف من وقتك الثمين؛ هي فعل يجعل منك شخصاً محبوباً وقلباً نابضاً بالإنسانية والحب والسلام . ابتسم … لينشرح صدرك ولتطمئن نفسك , فكم زالت بها همومك وتبعثرت أوجاعك وأنت ترى بعضاً مِن مَن تقابلهم قد رسموا ابتسامة صافحوا بها روحك. ابتسم ولتجعل خير البرية قدوتك حين بشّر العشر المبشرين بالجنة بمقاعدهم بابتسامته ؛ ابتسم وتذكر ابتسامات والدتك لك في الصغر ؛ ابتسم وتفكر في عِظم مفعول ابتسامتك ومدى تأثيرها.

كطبيب … ابتسم وتذكر أنها أولى القواعد التي تعلمتها في كليّتك لترسل لمريضك رسالة طمأنينة.
كممرض … ابتسم واستشعر أن ابتسامة كفيلة بأن تُنسي المريض ألم وخزات الإبر.
كمعلم … ابتسم وتأكد أن ابتسامتك هي سر كسر الحواجز بينك وبين طلّابك.
كطالب … ابتسم وأشعر معلمك بالإحترام والتبجيل.
كموظف … ابتسم واكسب ودّ مراجعيك ورضاهم حتى وإن لم تستطع خدمتهم.
دائماً ابتسم ؛ فابتسامتك قادرة على إزالة العوائق عن طريقك.

كم من الأشخاص الذين طرأوا على مخيلتك الآن وأنت تستعيد ابتساماتهم الدائمة المرتسمة على محيّاهم فتبتسم لمجرد ذكراهم .. لتكن أنت تلك الشخصية في مخيلة الآخرين ولتضع كلمة ” ابتسم ” نصب عينيك وبداية يومك وخاتمة ليلتك ؛ امنح ابتسامتك ولتحتسبها صدقه وأنت ترسمها على ملامحك بكل صدق ..

نبضة … كلما رددتّ “للبيت ربٌ يحميه” خفّ مصابي وكلما ذكرت طغاة زالوا قبل بشار تفائلت … اللهم عجّل بنصرك لعبادك في الشام .