الكاتب: د.محمد مرزا*
أخي / أختي طبيب(ة) الامتياز:
جالت في خاطري أفكار كثيرة و إني أتذكر هذه المرحلة المهمة من تاريخ حياة كل طبيب . وهي المرحلة التي يتبلور فيها شخصية و حياة الطبيب و منها تبدأ الانطلاقة إلى المستقبل و فيها يقترب من خط الأفق البعيد الذي يبدأ في الوضوح و تتميز أوصافه
و لذلك كانت سنة الامتياز يميز فيها الطبيب دوره و يرى فيها هدفه بوضوح اكبر و ينتقي من كل بستان ما يرى انه مفيد له في حياته العلمية و العملية
أحب أن أذكركم ببعض النقاط المهمة التي ستساعدكم بحول الله تعالى في بداية انطلاقتكم :
– تذكر الإخلاص لله تعالى في عملك و فكر في الأجر الكبير العظيم الذي ستحصل عليه بذلك . لأنك ستسهم في علاج مريض , ستكون سببا في إزالة الألم و البؤس عنه سترسم الابتسامة على شفتي المريض و أهله ,, و لا تنس قوله تعالى “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً“ سورة المائدة أية 32.
– قبل دخولك إلى المريض لا تنس أن تنوي عيـادة المريض .و هذه سنة لها أجر عظيم عند الله تعالى،، و هي في متناول يديك سترى كم الأطباء مشغولون عن العبادات المختلفة ,, و هذه من الأشياء التي تعوض عنها.
– احرص على معاينة كل مرضاك في مجموعتك بالحضور باكراً قبل الدوام بنصف ساعة , وقم بكتابة حالته في الملف. و فكر في خطة علاجية في قرارة نفسك . و ذلك لتقارنها مع رأي الطبيب الاستشاري ,, و تناقشه في النقاط التي لم تفهمها
– نقطة مهمة قلتها للكثيرين و لا زلت أقول, أرجو نسيان أنك طالب,, المشكلة الرئيسية التي تلاحظ عند الكثيرين أنهم لا يزالون على هيئتهم الطلابية (مترددون, بعيدون عن المريض مترددون في فعل شيء) .
– كن مقداماً في العمل كن أول واحد يتجه إلى المريض و بصوت واثق و خطى ثابتة سلم على مريضك و اسأله عن مشاكله ( طبعاً أنت قد سألته قبل مرور الاستشاري عندما مررت به في الصباح الباكر , و هذا سيعطيك شجاعة و ألفة أكثر مع المريض)
– إذا كان هناك أية معاينة يريدها الاستشاري ,, قم بها وافحص المريض ,, إلا إذا طلب من غيرك ,, حينها انتظر إلى أن ينتهي الأول ,, و قم بفحصه بنفسك بالذات في الحالات النادرة و القيمة
– ربما يحتاج المريض إلى غيار لجرحه فكن أنت الأول الذي يقدم لا تنتظر أن تؤمر .
– حافظ على علاقتك الطيبة و الاحترام مع زملائك ,, و خصوصاً الأكبر سناً و رتبة- الطب شبيه نوعاً ما بالعسكرية المعلومات تنتقل عمودياً يعني من الأقل رتبة إلى الأعلى امتياز – مقيم – أخصائي – استشاري إلا في حالات معينة: حين يسألك الاستشاري و يوجه إليك بعمل شيء ,, أو عن حالتك التي أنت مسئول عنها
– لا تنس انك لست وحيداً في القسم, إذا صادفتك مشكلة مهما حسبتها صغيرة و لا تعرف ما العمل قم بإخبار الذي فوقك ,, و لا تترددلأننا نتعامل مع حياة الناس ,, و لا مجال للخطأ
– شارك في النشاطات العلمية و المحاضرات في القسم ,, و حاول تقديم بعض منها
– ليكن عملك ومشاركتك في أي تخصص من التخصصات التي تمر بها كأنك ستعمل أبداً في هذا التخصص ,,, تعلم ما تستطيع تعلمه ,, و لو كنت لا تريد هذا القسم ,,, فعلى الأقل ستعرف شيئاً مفيداً تتعلمه ,, و قد تحتاجه يوماً ما .
– كن على علاقة حسنة مع التمريض فهم اليد اليمنى للطبيب ,, و هم الذين يباشرون أوامرك ,,, فعاملهم باحترام ,,, و لا تنس انك تريد أن تمضي ليلتك هادئة دون أن ترد على استفسارات متكررة ,, لا تهدف إلى شيء إلا لأنك أزعجت أحداً ما
– في عملك و مناوباتك استغل كل فرصة تواتيك ,, و خذ قسطا من الراحة . و إذا لقيت فرصة للجلوس فاجلس و قم بعملك جالساً فأنت لا تدري ما يخفيه الليل لك من مواقف شديدة
– لا تنس أن تقرأ عن الحالات التي مررت بها لتعرف عنها أكثر ,, فهذه من أحسن الطرق لفهم الحالات و تثبيت المعلومة
– لا تنس أن تكون شاكراً لكل من علمك ممتناً له .
– لا تنس أن تدعو لأساتذتك في ظهر الغيب .
وأخيراً وفقك الله لما يحب و يرضى و أرجو الله تعالى أن يسدد خطاكم و يعينكم و يختار لكم كل خير
*أستاذ مساعد بقسم الجراحة العامة بكلية الطب استشاري جراحة عامة و مناظير
بمستشفى الملك عبد العزيز بمكة ومدينة الملك عبدالله الطبية و مستشفى النور التخصصي