الكاتب: حسام الحربي
هل تحررت فلسطين؟ أما زالت أرواح أطفالها تسلب دون حق؟ أين إرهاب طالبان في أفغانستان؟ أين قنابل العراق النووية؟ أين كان اضطهاد مسلمي بورما؟ ماذا عن قضية الأحواز؟
نعم، فجميع هذه القضايا أراها قد غابت عن الساحة الإعلامية. لمَ لمْ أعد أرى أخبار جرائم إسرائيل تتصدر الصفحات أو تتوالى في أشرطة القنوات الإخبارية؟
أأَنتهى ظلم وبطش إسرائيل أم شفقةً ورحمة بأمة إسلامية عربية مفككة متهالكة تخشى الضياع وفقدان الهوية!!
لا وألف لا، فإسرائيل لم ولن تتوقف عند تعدياتها حتى يكتب لأمتنا صلاح الدين الجديد وكلنا صلاح الدين ذاك إن تمسكنا بديننا وهدي رسولنا عليه الصلاة والسلام وإن كان سلاحه السيف فكلنا نحمل أسلحة، وأسلحة متنوعة من علم وقوة جسد وقوة حُجّة ومنطق.
أصبح حديث مجالسنا يدور حول ما نراه أو نسمعه أو حتى نقرأه في إعلامنا العربي -المسخ- وما إعلامنا إلا ترجمة فقط للإعلام الخارجي . فما أرادوه أن يكون هو حديث الساعة فسيكون، وذلك بقليل من التضخيم الإعلامي وإضافة بعضاً من بهاراتهم الخاصة كي يستمتع المشاهد – الغلبان – بمتابعتها … ومن ثم سيتحول ذلك المشاهد الى وسيلة إعلام متحركة تنطق بما نشروه ليكون عضواً فعّالاً في ترويجه في المجالس العامة وفي البيوت و في وسائل الاتصال الاجتماعي وسيتكفلوا بالحديث بكل مايعرفوه عن موضوع الساعة وسيدلي بكل معلوماته التي تختزنها جعبته والتي سبق أن استقاها من وسائل الإعلام – إعلامهم- ناهيك عن زيادات بسيطة وبعضاً من تحليلاته الشخصية ؛ وبذلك تحقق أحد أهدافهم بتحوير ذلك المشاهد إلى وسيلة إعلام جديدة لصالحهم .
ثورات الدول العربية التي شاهدناها في الفترة الأخيرة وتضخيم بعض الأحداث و نقلها بصورة تشغلنا عن أحداث أهم وعن جرائم أبشع تُمارس ضد أمتنا وعند سؤالنا لأشخاص من ذات الدولة يخبرونا أن ما نقله الاعلام لا يمت للواقع بصلة وأن الأوضاع تختلف تماماً ..
بتساؤل أختتم مقالي هذا : ما الهدف من تضليل المشاهد عن الحقيقة؟
وما المغزى من إظهار الإعلام بصورة كاذبة حين نكتشف ذلك!!
والسؤال الأهم … من هم أصحاب الإعلام ؟ ولماذا يحركون العواطف والمشاعر باتجاهات معينة؟ ماهي أهدافهم؟ وماهي نواياهم المستقبلية؟
تساؤلات
هل بفعلهم هذا يريدون صرف انتباهنا عن القضايا الأساسية؟
أهناك ما يحدث أعظم مما ينقله لنا الإعلام؟!
نبضة … الإعلام هو السُلطة التي إن سيطرت عليها ؛ هيمنت على العالم أجمع !