مجلة نبض – وزارة الصحة :
قال الدكتور عبد العزيز محمد السويلم نائب الرئيس لدعم البحث العلمي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن حوالي 30 % من الدعم الذي تقدمه المدينة للبحوث مخصص للبحوث في المجال الصحي.ذكر ذلك أثناء مشاركته في ورشة البحث في الأمراض غير السارية التي ركزت على ابحاث هذه الأمراض بمنطقة شرق البحث الأبيض المتوسط التي اقيمت في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية بدول العالم العربي والشرق الأوسط.وأشار د. السويلم بأن خطة مدينة الملك عبد العزيز لللعوم والتقنية وضعت استراتيجية شاملة طموحة لنقل المملكة خلال السنوات القادمة من بلد يعتمد في اقتصاده على مصدر رئيسي وحيد هو البترول إلى بلد يعتمد على اقتصاد المعرفة.
وأنه ضمن هذه الخطة الاستراتيجية تم وضع أكثر من خمسة عشر مسارا من المسارات العلمية والتقنية للأبحاث تعتبر بمثابة أولويات للبحث في البلد، ومما تشمله مسارين احدهما للرعاية الصحية والآخر للتقنية الحيوية.وأوضح السويلم بأن المدينة لا تنظر في خطتها الاستراتيجية لإجراء الأبحاث فقط، وإنما لإيجاد منظومة متكاملة يتم في إطارها إجراء تلك الأبحاث. وقال بأن المدينة تضع الأولويات وتقوم ببناء البني التحتية في المراكز البحثية ذات العلاقة، كما تقوم بدعم الأبحاث العلمية من خلال التحكيم العلمي المحايد العالمي شريطة أن تتم تلك الأبحاث وفق اولوياتها .وتحدثت في الورشة الدكتورة شانثي مينديز، منسقة الإدارة والوقاية من الأمراض المزمنة في منظمة الصحة العالمية بجنيف، فقامت بتسليط الأضواء على خطة العمل العالمية التي وضعتها المنظمة للأعوام مابين 2008 إلى 2013م، وأوضحت بأن المنظمة تسير حاليا في أبحاثها وتوجيه ابحاث الدول الأعضاء فيها في إطار هذه الخطة، بما فيها المتعلقة بالأمراض غير السارية.قالت مينديز بأن الخطة تهدف إلى زيادة الأولويات المعطاة للأمراض غير السارية وتفعيل السياسات المتعلقة بها في كل الجهات الحكومية، وتشجيع وضع وتقوية السياسات والبرامج الوطنية، وتقليل عوامل الاختطار، ووضع اولويات الأبحاث في مجال الوقاية والرعاية الصحية، وتقوية الشراكات، ومراقبة إتجاهات تلك الأمراض وتقييم تطورها.وبينت منديز بأن المنظمة تعمل بموجب هذه الخطة على جعل الأمراض غير السارية في إطار الاهتمام بخطط التنمية على المستوى العالمي ومراقبة التطور الحادث في ذلك، والتركيز على الأبحاث متعددة القطاعات التخصصات للتعرف والتأثير على المحددات الاقتصادية الجزئية والاجتماعية المتعلقة بتلك الأمراض، وتحويل الأبحاث فيها وفي النظم الصحية إلى تطبيقات عالمية لاستراتيجيات مبرهنة على فعاليتها، وإجراء الأبحاث لجعل التدخلات المكلفة الفعالة متاحة ومستخدمة بأشكال مناسبة في أماكن تعاني من محدودية الموارد.وشارك في الورشة الدكتور ديفيد ماتيوز أستاذ طب السكر بقسم نوفيلد للطب الإكلينيكي بجامعة اكسفورد البريطانية فشدد بقوة على ضرورة تحقيق مفهوم الملكية ownership في البحث العلمي وضرورة تبينه في أبحاث الأمراض غير السارية لكي يتم تنفيذ توصيات تلك البحوث، لأنه بدون وجود هذه الملكية، فإن القائمين بالأبحاث سيكونون غير المستفيدين من توصياتها، وبالتالي فإن تطبيق نتائح البحوث يصبح امرا غير مؤكد.
وأوضح بأن مفهوم الملكية يعني أن يقوم بالبحث أو يموله من يحتاج إليه فعلا وسينتفع به ويطبقه. وأشار إلى السبب في تكرار تركيزه على مفهوم الملكية في الأبحاث هو أن المجتمعات غالبا لا تقبل أن يآتي أحد من خارجها ليقول لها ما ينبغي أن تفعله أولا تفعله حتى ولو كان ذلك عن طريق الأبحاث.ولفت ماتيوز الانتباه إلى ضرورة التركيز في إجراء البحوث على التعاون ما بين الدول الواقعة في منطقة جغرافية معينة، كدول مجلس التعاون الخليجي على أو دول شرق البحر الأبيض المتوسط على سبيل المثال، وكذلك التعاون في إطار الدولة الواحدة ما بين المسؤولين الحكوميين والأكاديميين، وتعاون الجامعات في الدول النامية مع الجامعات في الدول المتقدمة، وأشار بأن دول الخليج العربية وخاصة المملكة العربية السعودية تملك من الموارد المالية الشيء الكثير الذي يجعلها تجلب من تشاء من العلماء والباحثين من أي مكان في العالم للاستفادة منهم.