الكاتب: متعب العتيبي
خلق الله تعالى الناس بقدرات مختلفة كما أنهم عاشوا وتربوا في بيئات وظروف مختلفة ايضاً نتج عنها تنوع وتفاوت كبير فيما بينهم.
هذا التنوع موجود في مجتمع الطلاب ايضاً، فمنهم صاحب اللغة الجيدة، أو سرعة الكتابة ومنهم بطيء الفهم، مما يدفعهم الى المقارنة فيما بينهم، وهذا أمرٌ طبيعي، فالأصل أن يقارن الانسان بينه وبين من هم أفضل منه في مجال الطموح والانجاز حتى يحفز ذاته نحو النجاح،
لكن هناك نوع من المقارنة يمكن أن نسميه بالمقارنة السلبية، بحيث يقارن الطالب بين نفسه وزميله في جانب محدد، كقوة الذاكرة مثلاً بينما هو يجد صعوبة بالغة في الحفظ والتذكرعند الحاجة، فيصاب بالتوتر والاحساس بالنقص بدلاً من التحفيز للمزيد من العمل. فتتراكم عليه المشاعر السلبية مع تراكم المقارنات حتى يصل للشعور باليأس من قدراته وهذا بلاشك تحطيم للذات.
والحل هو ان تنتقل لمفهوم التنافس مع الذات، فتحدد النقاط التي تشعر بضعفك فيها من خلال أدائك اليومي أو من خلال مقارنة ذاتك مع الاخرين ثم تعمل على تحسينها من خلال خطوات محددة ، بعد الاستشارة بمن تثق به وعبر قدراتك أنت وامكاناتك المتاحة وتقارن مستوى تقدمك اليوم بماكنت عليه بالأمس.
فلو رجعنا لمثال قوة الذاكرة، يمكنك أن تبدأ بفهم معاني المصطلحات أولاً ثم بزيادة أوقات التكرار لكل مصطلح واستخدام الصور والجداول مثلاً، ومع مرور الوقت تقارن المستوى الذي وصلت إليه اليوم مع مستواك حين بدأت، وهذا سيشعرك بالارتياح لأنك سترى ذاتك تتطور شيئاً فشيئاً مع الأيام وليست جامدة على حالٍ واحدة كما تظن، حتى تصل لدرجة التفوق على الذات ومن ثم التفوق على الغير.
استخدم مفهوم المقارنة لتطوير ذاتك وتنميتها وليس لزرع بذور اليأس فيها.