مجلة نبض – محطات :
نشرت وكالة البي بي سي تقرير صادر عن هيئة رقابية في بريطانيا أن العمليات الجراحية للتخلص من البدانة اكدت فيه انه عادة ما ينظر إليها على أنها عمليات عابرة، بغض النظر عن المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها تلك العمليات.
واهتم تحقيق أجرى على المستوى الوطني بمعرفة مدى الرعاية التي تمنح لأكثر من 300 مريض في مستشفيات الهيئة الوطنية للخدمات الصحية والمستشفيات الخاصة في بريطانيا، وويلز وأيرلندا الشمالية.
ووجدت اللجنة أن العديد من الحالات لم يتح لها الوقت الكافي أو المعلومات المطلوبة للموافقة على إجراء تلك العمليات.
وقالت اللجنة الرقابية إنها توصلت أيضا إلى أن ثمة قصور في الرعاية التي تمنح للمريض قبل إجراء العملية له وعلى وجه الخصوص، أبرزت اللجنة حقيقة أن المرضى لا يتاح لهم أن يتواصلوا مع خبراء التغذية أو الخبراء النفسيين.
ورأى التقرير أيضا أن تلك الإخفاقات يمكن أن تسهم في ارتفاع نسب إعادة العمليات، حيث إن ما يقرب من خمس المرضى يعودون إلى العيادات خلال ستة أشهر.
إجراء جذري
وبدأت العمليات الجراحية لإنقاص الوزن، كعملية ربط المعدة، بالانتشار بين العامة.
وكانت الهيئة الوطنية للرعاية الصحية قد أجرت في العام الماضي ما يربو على ثمانية آلاف عملية من ذلك النوع، وكان يطلق على بعضها مسمى عملية البدانة.
ويزيد هذا الرقم بنسبة 10 في المئة كل عام إلا أنه لم يجر حصر عدد من يتحملون تكلفة تلك العمليات بأنفسهم.
ووجد التقرير أن 29 في المئة فقط من المرضى قد تلقوا استشارات نفسية قبل إجراء الجراحة.
وتوصل أيضا إلى أن ربع نماذج الموافقة على إجراء تلك العمليات، التي يوقع المريض عليها قبل دخول غرفة العمليات، لم يتضمن المعلومات المناسبة حول العملية، بما في ذلك المخاطر التي تنطوي عليها.
كما أن المتابعة والرعاية أصبحت لا تقدم بالشكل المقبول فيما يقرب من ثلث الحالات.
وتطرق التقرير أيضا إلى طريقة تسويق العملية حيث قال إن العديد من الإعلانات أظهرت تلك العمليات بطريقة إيجابية. وطلبت اللجنة الرقابية أيضا من المؤسسات المحترفة والمنظمين أن يضعوا مدونة لقواعد السلوك تتعلق بهذا الأمر.
وقال إيان مارتن، أحد المشاركين في إعداد هذا التقرير: “ومع فوائدها، إلا أن جراحات البدانة تعد إجراءا جذريا ينطوي على مخاطر كبيرة أيضا.”
وتابع قائلا: “يعني ذلك أن المرضى لا يكون لديهم الوقت لإعادة النظر في اختياراتهم، أو أن تكون أمامهم الفرصة متاحة ليسألوا عن مخاطر تلك العملية وفوائدها قبل أن يخضعوا لها.”
إلا أن نورمان ويليامز، أستاذ ورئيس كلية الجراحين الملكية ببريطانيا، قال إن العمل يجري حاليا للتأكد من المحافظة على تلك المعايير.
وقال إنه جرى إصدار تعليمات طبية حديثة في أوائل هذا العام، تتناول العديد من القضايا التي أثيرت.
وأضاف أيضا أن ذلك التقرير قد أظهر أن جراحات البدانة أثبتت نجاحا مبهرا، وعلاجا فعالا.
وتابع قائلا: “سنستمر في العمل مع خبراء الصحة الآخرين في هذا التخصص الجراحي، حتى نتأكد من المحافظة على المقاييس العليا لأمان المريض ورعايته.”