مجلة نبض – أشجان المسعودي:
يعتبر الشخير أثناء النوم من الظواهر المزعجة والتي قد تسبب حرجا اجتماعيا في احيان كثيرة. ما هو “الشخير” وما اسبابه، مخاطره، طرق تشخيصه و علاجه نقاط هامه يتناولها هذا المقال للدكتور عبدالرحمن الغريب – استشاري الانف والاذن والحنجرة – مستشفى نور التخصصي بالمنامة ، في مقاله.
تشير الاحصاءات الى أن هناك ما يزيد على 45% من الأشخاص البالغين يعانون من الشخير ويصاب به الرجال والنساء على حد سواء وإن كانت نسبة اصابة الذكور أعلى كما أن الكثير من الأطفال يعانون من ذلك ايضاً.
ماهي اسباب الشخير؟
يحدث الشخير بشكل رئيسي نتيجة الى وجود تضيق في مجرى التنفس بدءاً بالانسداد الأنفي، والأنفي البلعومي، (خاصة لدى الأطفال بسبب تضخم اللحميات)، تضخم اللوزتين، ترهل سقف الحنك واللهاة، تضخم اللسان، زيادة تخزين الشحوم في المجاري التنفسية العليا وزيادة الوزن بشكل عام اضافة الى تناول التبغ والمشروبات الكحولية .
كما يمكن ان يكون ناتجا عن بعض التشوهات الخلقية في الفك والجمجمة .
أن اعاقة جريان الهواء في مجرى التنفس أو انقطاعه قد يؤدي اذا طالت مدة الانقطاع الى انخفاض معدل الأوكسجين في الدم ويسبب ازدياد ضربات القلب ونقص كمية الدم المتدفق للدماغ ، ويعاود المخ حيويته ويتم تنشيط عضلات المجرى التنفسي ويعود الوضع اى طبيعته، وعند تكرار حدوث ذلك الإختناق بشكل مستمر أثناء النوم يطلق على الحالة: متلازمة إنقطاع التنفس أثناء النوم.
وهي ظاهرة يعاني منها الذكور متوسطي العمر غالبا وتعاني النساء منها قبل بدأ مرحلة اليأس أما بعد ذلك فتتساوى نسبة الحدوث بين الذكور والإناث .
ماهي المخاطر التي قد تنجم عن الشخير أو متلازمة انقطاع التنفس؟
هناك مشكلة اجتماعية للشخير ويمكن للمريض أن يصبح مصدر قلق وإزعاج لأهله أو أصدقاءه , كما ان حرمان الشخص من النوم المريح والهادئ يؤدي الى حدوث مضاعفات وبخاصة لو تطورت الحالة الى متلازمة انقطاع التنفس حيث يمكن أن تؤدي الى عدم انتظام دقات القلب، ارتفاع ضغط الدم كما يؤدي الحرمان من النوم العميق الى حدوث اضطرابات سلوكية ووظيفية كالإكتئاب ضعف المقدرة الجنسية .
وكثيرا ما يتعرض المصابون الى خطر النوم المفاجئ نهارا ولو لثواني معدودة، ويمكن تصور المخاطر التي قد تترتب على ذلك وبخاصة قيادة السيارة وسواها من مخاطر، حيث تزداد حوادث السير لدى هؤلاء بأكثر من 10 مرات من الاشخاص الاخرين.
كيف يمكن تشخيص الحالة ؟
يمكن لطبيب الانف والاذن والحنجرة من تحديد موقع التضيق أو الانسداد في مجرى الهواء سواء كان بالأنف أو الفم أو الحنجرة وغالبا ما يتم ذلك من خلال استخدام المنظار التشخيصي اضاقة الى بعض الاجهزة لقياس جريان الهواء في مجرى التنفس وسواها ولكن في حالات عديدة قد يتطلب الأمر فحص المريض في مختبر النوم الخاص بذلك، حيث يتم تثبيت المريض الى جملة من الاجهزة الخاصة بقياس الضغط،، النبض، تخطيط القلب، تخطيط الدماغ، ودرجة التشبع بالأوكسجين ومراقبة عضلات الفك والصدر والساق والعديد سواها من أجهزة قياس دقيقة يتم من خلالها تحديد درجة وخطورة الأصابة.
ما هي طرق العلاج المتاحة؟
يعتمد العلاج على دقة التشخيص بالدرجة الأولى، حيث تؤدي ازالة الاسباب المؤدية الى الشخير او انقطاع التنفس الى عودة المريض الى الوضع الطبيعي بعد تلقي العلاج المناسب.
وبداية يجب التأكيد على أهمية اتباع نمط الحياة الايجابي وبشكل رئيسي الامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول، اضافة الى انقاص الوزن وممارسة الرياضة.
كما يجب ازالة الاسباب المؤدية الى الشخير أو انقطاع التنفس كالانحراف الانفي، تضخم اللحميات والزوائد الأنفية، تضخم اللوزتين ، ارتخاء سقف الفك، التهابات لجيوب الانفية المزمنة، تضخم قاعدة اللسان وسواها من الاسباب المؤدية لذلك، حينها يتم التعامل مع هذه المشاكل بحسب حدوثها ولكن في الغالب تستدعي الحالة اجراء الجراحات المناسبة سواء باستخدام المنظار الجراحي، الليزر، الاستئصال الحراري وسواها من اساليب علاجية معتمدة ومعروفة لدى جراح الأنف والأذن و الحنجرة.
وفي بعض الحالات قد لا يفيد فيها أي نوع من تلك الجراحات وتتطلب استخدام قناع التنفس والذي قد يكون الحل الممكن لعلاج متلازمة انقطاع التنفس.