الكاتبة : منال العتيبي
المجتمع الطبي لا يختلف كثيراً عن غيره من المجتمعات فهنا وهناك الجميع بشر …
لاتتوقع بأن تنتظرك القداسة والمثالية في التعامل حين تصبح طبيب حتى لا تضيع وقتا في الإفاقة من الصدمة الأولى .
كطبيبة امتياز في أسفل الهرم الطبي وسعت بنظرتي حتى قمته رأيت الآتي : الناس هنا منهم من زاد علمه وازدهر خلقه وتواضعه .. لا يقصر في تعليم من هم أصغر منه وينشر رحيق علمه لكل من أراد دون كبر أو غرور وأسمى أهدافه أن يرى ثمار ماحصد بنجاح من تعلم على يده (علمه تواضعه).
ومنهم من زاد علمه وتردى خلقه وبات يتباهى بعلمه حتى تظن بأن لا عالم ولا طبيب سواه . يستحقر من هم أقل منه في العلم وقد لا يسره أن يرى براعم ناجحة ، طغت مساوئ نفسه على المشاعر الإنسانية النبيلة فكان مصيره بالمدح والثناء أمامه والنقيض من خلفه .
لكل طبيب متغطرس أرجع بتاريخك إلى الوراء .. حين كنت في بداية مشاورك كطبيب وانظر لحالك الان ولنعمة الله عليك ..
استشعرها لتسمو بخلقك كما سموت بعلمك ..
فالعلم لك أو عليك .. أنعم الله عليك به ليرى أتشكر أو تكفر .. وحريٌ بك الشكر وإلا أورثتك الندامة في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع : عن عمره فيما افناه , و عن علمه ما فعل به, و عن ماله من اين اكتسبه و فيما انفقه , و عن جسمه فيما ابلاه “
لكل طبيب ناشىء .. اختر قدوتك في التواضع والخلق وسر على نهجه حتى يحبك الله ويحبك الناس فلا خير في علم بدون خلق .
دعونا نحيا كالملائكة قدر المستطاع .