فلسطين هي القضية الأولى
الكاتب: د.بندر سليمان
نعلم يقيناً أن الصهاينة وأعداء الإسلام في مختلف بقاع الأرض يسعون بشتى الطرق والوسائل لاغتيال الفكر الإسلامي وتشويه الصورة النمطية للمقاومة الإسلامية للاحتلال الغربي للأرض العربية والإسلامية . ونعلم أنهم كانوا ومازالوا يستخدمون أبواقاً مستعارة لتنفيذ بعض تلك المخططات والوصول إلى تلك الأهداف . والتاريخ ليس سراً مكتوماً فأسماء شعلان أبو الجون وعمر المختار وأحمد عرابي والطريقة التي تم التعامل معهم ومع سيرتهم من قبل بعض الجهات الموالية للاستعمار ليست غريبة .
ثم أننا رأينا كيف كانت تتم التغطية الإعلامية من قبل بعض القنوات للأحداث العسكرية في العراق ، وكيف كانت تسمى المقاومة الإسلامية في العراق لطرد الجيش الأمريكي بعد مقتل صدام حسين (السبب الوحيد لغزو العراق) بالعمليات الإرهابية والتخريبية واللا إنسانية . ورأينا أيضاً كيف كانت تصوّر وتهوّل كل العمليات العسكرية ضد الاحتلال الصهيوني من قبل الفلسطينين ، ونعلم كيف هي مواقفهم من أعلام المقاومة الفلسطينية كالشيخ المجاهد عز الدين القسام ، وأحمد ياسين ، والرنتيسي ، والبرغوثي وغيرهم وغيرهم . ولم تكتفي قناة العربية الساقطة بكل هذا ، بل قامت يوم أمس بنعت جهود الشيخ المجاهد أحمد الجعبري بالعمل الإرهابي ، وابدال صياغة التقرير ليكون “لقي حتفه” بدل “استشهد” في غارة اسرائليلة . حقيقةً يصعب وصف قناة إخبارية تدّعي بكل صفاقة ووقاحة المهنية والأخلاقية وتنسف كل المبادئ المتفق عليها عربياً وإسلامياً بأنها “العربية” لأنه يصدق فيهم القول حين نقول أنهم من أذناب القردة والخنازير .
لأن الجبناء من أشباه الرجال في قناة “العبرية” قد خافوا من الثناء على أولئك المناضلين في سبيل تحرير أرضهم وبلادهم من الصهاينة ، فقاموا على النقيض بتسميتهم بما يرضي العم سام عنهم وعن أجِنداتهم . ولم يعلموا أنه لو تمكن منهم كلاب الصهاينة لفعلوا بهم كما فُعل بعرب إسرائيل بعد عام ٦٧ . انظر إلى من تبنى فكرة اقامة المستوطنات الصهيونية على حساب الدم الفلسطيني والعربي ، انهم يتكلمون عن أفكارهم واديولوجياتهم بكل صراحة وذكروها علانية دون موارية أو تشبيه أمام الإعلام ، ففي اللقاء الخطابي الذي جمع مرشحي الرئاسة الأمريكية رومني وأوباما ، تشدق الأول بأن أوباما لم يقم بدعم إسرائيل بالشكل الكافي وأنه إن فاز بالرئاسة سيسخر الإمكانيات الأمريكية لنصرة إسرائيل .
نصرة إسرائيل الذي أدان أفعالها مجلس الأمن أكثر من تسع وعشرين مرة ،،،
نصرة إسرائيل التي امتنعت مئات الشركات العالمية من بيع منتجاتها لها لأنها بكل بساطة خرقت كل قواعد حقوق الإنسان (حتى شركة كاتلر بيلر الأمريكية منعت تصدير التراكتورات الزراعية لأن الجيش يستخدمها لتدمير منازل الآمنين) ،،،
نصرة إسرائيل التي قاطع منتجاتها آلاف الناس حتى من غير المسلمين لأنهم لم يكونوا (صماً وبكماً وعمياناً) عما يدور في أرض فلسطين المحتلة من انتهاكات وتجاوزات .
إن كانت الـ”عبرية” وأمثالها تحاول تمرير الثقافة الأمريكية في التعاطي مع السرطان الصهيوني عبر قنواتها لكي تصل إلى عقولنا ، فإنها في الحقيقة تسعى جاهدة للوصول إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها وعلى القائمين عليها .
ستظل فلسطين هي قضية المسلمين الأولى ، وسيظل خلافنا مع إسرائيل قائماً حتى تركهم لبيت المقدس ، وسنظل ندعم كل من ساند القضية الفلسطينية قولاً أو فعلاً مهمّا تمت تسميته (من بعض الجبناء) . أمّا بالنسبة للـ “عبرية” وأمثالها ، فصدق رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال : (إذا لم تستح فاصنع ماشئت) رواه البخاري .